محمد عبد الحميد-درعا تتعرض مناطق فيدرعاالسورية بشكل يومي لاستهداف من قبل قوات النظام مخلفا جرحى، معظمهمحالات خطرة، وفي كل يوم يقف هؤلاء الجرحى على الحدود الأردنية آملين السماح لهم بالعبور للعلاج. أحمد زطيمة -وهو أحد هؤلاء الجرحى- لا يزال مقيما في أحد المشافي الميدانيةبدرعا، ينتظر موافقة الدرك الأردني السماح له بعبور الحدود للعلاج بعد تعرضه لشظية أصابت فكه السفلي وجزءا من رقبته وكتفه الأيسر. والد أحمد قال للجزيرة نت إن استمرار رفض الحرس الأردني إدخال ابنه للعلاج هو بمثابة الحكمعليه بالإعدام. موت على الحدود بدوره، أوضح مسؤول مكتب إخلاء الجرحى في مدينة درعا رشيد الصياصنة أن إغلاق الحدود في وجه الجرحى ممن توصف حالاتهم بالصعبة على أطباء درعا جاء بعد تفجير الركبان الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية داخل الحدود الأردنية في أواخريونيو/حزيران من العام الحالي، مستغلا المخيمات الإنسانية بجانب الحدود. وقال خلال حديث للجزيرة نت إن العديد من الجرحى قضوا في ذلك اليوم، بينهم ثلاثة من مدينة درعا وحدها. ونظم مجلس أبناء مدينة درعا -الذي يضم جميع المكونات العشائرية والمدنية في المدينة- وقفات ناشد من خلالها الأردن حكومة وشعبا إكمال "معروفهم" مع الشعب السوري وإعادة تقييم موقفهم من الجرحى. سيارة إسعاف متجهة بجريح حالته خطرة نحو الحدود الأردنية(الجزيرة) تأمين الحدود من ناحية أخرى، قال مصدر عسكري من المعارضة السورية -رفض الكشف عن اسمه- إن الحدود الأردنية مع محافظة درعا مؤمنة بشكل كبير من قبل مقاتلي الجبهة الجنوبية وجيش العشائر التابعين للمعارضة المسلحة. وأشار إلى أن الرفض الأردني لإدخال الجرحى شمل حتى المصابين في معارك الجيش الحر مع جيش خالد بن الوليد المتهم بتبعيته لتنظيم الدولةفي منطقة حوض اليرموكبريف درعا الغربي. واعتبر أن استمرار إغلاق الحدود في وجه هؤلاء الجرحى سيؤثر على العمليات القتالية مع تنظيم الدولة، وسيدفع المقاتلين إلى الإحجام عن المواجهة العسكرية لخوفهم من الإصابة، ناهيك عن الاحتقان الذي قد تولده هذه السياسة داخل درعا ضد الجار الأردن. من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني مجيد عصفور للجزيرة نت إن الأردن أغلق كامل حدوده مع سوريا في وجه الجميع، ولا يريد أن يستقبل أحدا دون أحد على حد وصفه حتى ولو كانوا من جرحى الفصائل السورية حتى لا يتكرر مشهد الركبان الدامي، أو يتهم الأردن بالتدخل في الصراع الدائر داخل الأراضي السورية.