عد الباحث الموريتاني التراد سيدي محمد أن "المحظرة الشنقيطية" أو ما أطلق عليها جامعة الصحراء تقف خلف النهضة الأدبية التي عرفها المغرب العربي في القرن الثالث عشر الهجري. وقال التراد في المحاضرة التي أقيمت مساء أول من أمس بصالون السقيفة بنادي المدينة المنورة الأدبي تحت عنوان "نماذج من التعليم الإسلامي في المغرب العربي - المحظرة الشنقيطية أنموذجا" وقدم لها الباحث عبدالله أكابر "لعبت المحاظر دورا مهما في المغرب العربي إذ لم يقتصر دورها على الجانب التعليمي والتثقيفي، بل تجاوزته لمقاومة المستعمر وشكلت بؤرة التعبئة الشعبية ضد محاولاته طمس الهوية العربية، وحققت الترابط والتجانس بين أفراده". وعرف الباحث "المحظرة" بأنها مؤسسات دينية وتعليمية موريتانية حققت لطلابها مستوى علميا لا يقل عن مستوى الجامعات العريقة، ولهذا تسمى جامعة الصحراء مؤكدا أن أبناء "المحظرة" تميزوا بالقدرة الفائقة على الحفظ والتذكر إذ لا يخرج الطالب المحظري إلا بعد حفظ أمهات المتون المعروفة في الثقافة العربية والإسلامية، ويدل الإنتاج الثقافي الضخم من خريجي تلك المحاظر الذي شمل كل مناحي الثقافة العربية والإسلامية على مدى الازدهار الذي وصلت إليه المحظرة الشنقيطية.