شنت وحدات حماية الشعب الكردية هجوما ضخما، الاثنين لانتزاع آخر مناطق تسيطر عليها الحكومة في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، بعد توجيه نداء للفصائل المؤيدة للحكومة للاستسلام. وقالوا مصادر قريبة من القوات الكردية، إن الأخيرة بدأت الهجوم بعد منتصف الليل للسيطرة على منطقة نشوى بشمال شرقي المدينة، القريبة من موقع مجمع أمني قرب مكتب الحاكم في قلب المدينة. وكانت وحدات حماية الشعب قد سيطرت في وقت سابق على غويران، وهو الحي العربي الوحيد الذي لا يزال في يد الحكومة. وأكدت مصادر في ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية وفقا لـسكاي نيوز عربية، أن الإدارة الذاتية رفضت التفاوض مع وفد أرسله النظام السوري لبحث اتفاق هدنة بين الطرفين. ومن جهة أخرى، هدد محافظ الحسكة الموالي للنظام السوري محمد زعال العلي، في مقابلة مع قناة كردستان 24 ، بتحويل المدينة إلى كومة حجر على حد تعبيره، في حال أصر حزب العمال الكردستاني على مواصلة القتال بها. وقال العلي: لن يستطيعوا ولن يتمكنوا من تحقيق شيء، لكن إذا أصروا على القتال فهذه المحافظة ستتحول إلى كومة حجر، وتصبح قرية مهجورة بدلا من المدينة العامرة، فنتيجة الحرب الدمار والدم. والحسكة مقسمة إلى مناطق خاضعة للأكراد وأخرى تابعة للحكومة السورية، ويمثل القتال الذي اندلع بها الأسبوع الماضي أعنف مواجهة بين وحدات حماية الشعب الكردية ودمشق، منذ اندلاع الحرب قبل 5 أعوام. وأرسل الجيش السوري طائرات حربية ضد هذه الجماعة الكردية الرئيسية المسلحة لأول مرة خلال الحرب الأسبوع الماضي، مما دفع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لإرسال طائرات لحماية قوات العمليات الخاصة البرية الأميركية. وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية ركيزة الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا، وتسيطر على مساحات من شمال البلاد شكلت فيها الجماعات الكردية إدارتها الخاصة منذ بدء الحرب السورية عام 2011. واتهمت وسائل إعلام رسمية سورية قوة أمنية مرتبطة بوحدات حماية الشعب الكردية تعرف باسم الأسايش، بخرق وقف لإطلاق النار، وقالت إن أفرادها أحرقوا مبان حكومية في الحكسة. واتهمت وسائل الإعلام الأسايش بإشعال العنف من خلال تصعيد الاستفزازات، بما في ذلك قصف مواقع الجيش في الحكسة، وقالت إنالأسايش يهدفون إلى السيطرة على المدينة. ونفت وحدات حماية الشعب الكردية دخولها في هدنة، ووزعت منشورات ووجهت نداءات عبر مكبرات للصوت في شتى أنحاء المدينة، طلبت فيها من أفراد الجيش والفصائل المؤيدة للحكومة تسليم أسلحتهم أو مواجهة الموت. وقالت مصادر كردية إن وحدات حماية الشعب تعتزم على ما يبدو ترك وجود رمزي للحكومة السورية داخل منطقة أمنية في قلب المدينة، حيث توجد عدة مبان حكومية رئيسية.