قتل 15 مدنياً في قصف لطائرات روسية بالصواريخ والقنابل العنقودية على سوق ومبنى سكني في بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي. كما كثف النظام غاراته على مدينة عندان في الريف الشمالي وبلدة المنصورة في الريف الغربي وفقا للجان التنسيق المحلية. بينما أعلنت فصائل المعارضة أن أكثر من 150 عنصراً من قوات النظام وميليشيات «حزب الله» قتلوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، في محاولاتهم الهجوم على مشروع «ألف وسبعين» شقة والكلية الفنية الجوية في حلب. في وقت تدور فيه معارك عنيفة على أطراف مدينة داريا بين قوات المعارضة من جهة وبين قوات النظام وميليشيات «حزب الله» من جهة أخرى. فيما ارتفعت حصيلة قتلى مدينة حلب الى 38 شخصا على الاقل، بينهم 28 مدنيا، نتيجة لقصف طائرات النظام الذي استهدف مساء السبت حلب وريفها، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان. في حين حقق المقاتلون الاكراد الأحد تقدما في مدينة الحسكة بشمال شرق البلاد في مواجهة قوات النظام، وذلك بالتزامن مع جهود روسية للتوصل الى تهدئة في هذه المدينة التي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها، وقصفت طائرات مجهولة مدينة جرابلس على الحدود التركية. المعارضة تتهيأ لضرب داعش وفي السياق، قال قيادي في المعارضة السورية الأحد: إن مئات من مقاتلي المعارضة يستعدون لشن عملية لاستعادة بلدة من قبضة تنظيم داعش على الحدود مع تركيا، في خطوة من شأنها أن تحد من آمال الأكراد بتوسيع سيطرتهم في المنطقة. وقال القيادي الذي طلب عدم نشر اسمه: إن من المتوقع أن يشن مقاتلو المعارضة -الذين ينتمون لجماعات تدعمها تركيا تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر- هجوما على جرابلس من داخل تركيا في غضون أيام. وسجلت بلدة اورم الكبرى ومحيطها في ريف حلب الغربي الحصيلة الاكبر، اذ وثق المرصد مقتل 13 مدنيا وعشرة مقاتلين على الاقل. وسقط الآخرون في بلدة كفرجوم (غرب) وكفر حلب (جنوب) واحياء مدينة حلب الشرقية. ويتركز تواجد فصائل المعارضة في محافظة حلب بشكل كبير في ريفها الغربي، فضلا عن مناطق متفرقة في الريف الجنوبي واقصى الريف الشمالي. وتركز قصف النظام في محيط مدينة حلب طوال الليل ايضا على مناطق الاشتباكات المستمرة في جنوب غرب المدينة، حيث تدور منذ ثلاثة اسابيع معارك عنيفة، اذ يحاول جيش الأسد والميليشيات الموالية له استعادة مواقع خسروها لصالح فصائل المعارضة. الأكراد يتقدمون في الحسكة وبعد هدوء ساد ليوم، تجددت المعارك العنيفة بين وحدات حماية الشعب الكردية من جهة وقوات النظام والميليشيات الموالية له من جهة ثانية في مدينة الحسكة، وفق ما افاد صحافي متعاون مع وكالة فرانس برس. وقال مصدر كردي ميداني: ان المقاتلين الاكراد تمكنوا من التقدم في حيي النشوة الشرقية وغويران جنوب المدينة. وشاهد الصحافي عناصر من قوات تقاتل الى جانب جيش النظام تتراجع باتجاه شمال حي النشوة الشرقية الذي بات شبه خال من المدنيين. ويسيطر الاكراد على ثلثي مدينة الحسكة، فيما تسيطر قوات النظام السوري على المتبقي منها. وتدور منذ يوم الاربعاء معارك بين الطرفين بدأت باشتباكات بين قوات الامن الداخلي الكردية (الاسايش) وقوات الدفاع الوطني، لتتدخل لاحقا كل من وحدات حماية الشعب الكردية جيش النظام فيها. وتصاعدت حدة المعارك مع شن طائرات الأسد الخميس والجمعة غارات على مواقع للاكراد في الحسكة للمرة الاولى منذ بدء النزاع في سوريا قبل اكثر من خمس سنوات. وهي المرة الاولى ايضا التي تتدخل فيها واشنطن لحماية مستشاريها من الطائرات السورية عبر ارسال مقاتلات. واوقعت المعارك في الحسكة منذ الاربعاء ما لا يقل عن 43 قتيلا بينهم 27 مدنيا ضمنهم 11 طفلا، كما دفعت الآلاف من سكان المدينة في المناطق تحت سيطرة الاكراد وتلك تحت سيطرة قوات النظام الى النزوح، وفق المرصد. فاجعة عائلة «دنقيش» الى ذلك، فجعت عائلة «دنقيش» السورية، بوفاة طفلها «علي» شقيق الطفل «عمران» الذي هز المشاعر والضمائر بصورته الشهيرة بعد هدم القصف الروسي للعمارة التي كانت فيها شقة أسرته الأربعاء الماضي، وتوفي «علي» في مستشفى بحلب، حيث كانوا يعالجونه فيه من جروحات بالغة أصيب بها في معدته بشكل خاص، على حد ما نقلت وكالة «د ب أ» الألمانية عن الصحافي محمود رسلان، ملتقط صورة عمران الشهيرة. وأخبر رسلان الوكالة أن «علي خضع لجراحة في اليوم الذي حدثت فيه الغارة، وكان بحالة مستقرة يوم الجمعة، لكن حالته تدهورت اليوم وفقدناه»، وفق تعبير الصحافي الذي كان برفقة أسرة عمران، وقدم تعازيه إليها، موضحا أنها تبتعد عن الأنظار خشية تعرضها لانتقام محتمل بعد أن نشر صورة الابن على مرأى العالم. وكان الشقيقان، عمران وعلي، تم إنقاذهما من تحت الأتقاض، مع والدهما و3 أبناء له آخرين، من تحت ما بقي بعد الغارة من شقة العائلة في حي قاطرجي بحلب، فأسرع الأهالي وسحبوا عمران، وأدخلوه بسيارة إسعاف، وفيها التقط له الصحافى رسلان الصورة الشهيرة، حين وضعوه في الجزء الخلفي من السيارة، وهو بحالة ذهول ويغطيه الغبار، وملطخ بدمه، فطوت الصورة العالم بدقائق، واحتلت الصفحات الرئيسية بمواقع معظم وسائل الإعلام. وزار عشرات الزوارعمارة يقيم مؤقتا في إحدى شققها الآن «أبو علي» والد الطفل القتيل، كما إخوته الثلاثة الذين نجوا أحياء، وقدموا له واجب العزاء خارجها في الشارع، على حد ما أوردت صحيفة «التلغراف»، عما حل بالعائلة التي لخصت صورة طفلها عمران، معاناة الأطفال السوريين يومياً من القصف الروسي، وأحيانا الروسي - السوري المشترك، حتى وهم داخل منازلهم. العالم خذل سورية من ناحيته، قال جان إليسون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة،خلال مقابلة له على «السي إن إن»: إن العالم بأجمعه خذل سورية والشعب السوري، مضيفاً إن الصورة هي تمثيل للمعاناة الحقيقية التي تمر فيها سورية والشعب السوري. وأضاف: نحن نتحدث عن هذا الأمر أحياناً على أنه كابوس، لكن هذا أسوأ من كابوس؛ لأن الفرد يستيقظ من الكابوس ولكن في سورية يستيقظون إلى كوابيس أكثر. وعبر عن أمله بأن تكون صورة الطفل عمران وصور أخرى مثل صورة الطفل إيلان لها تأثير على الناس وعلى الحكومات وعلى الجميع الذين يمكنهم التأثير على الوضع على الأرض.