وضعت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عددا من كتّاب الصحف أمام ما ستكون عليه العاصمة الرياض خلال السنوات القليلة المقبلة بعد اكتمال المشاريع العملاقة التي تشهدها حالياً وفي مقدمتها مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام –القطار والحافلات- الذي وصفه عدد من الكتّاب بالحلم الذي كان يراود كثيرا من سكان المدينة. السلطان: سخرنا كافة عوامل النجاح للمشروع رغم التحدي الكبير في التنفيذ بجودة عالية ووقت وجيز وأثنى كتّاب الصحف على الخطط الطموحة والخطوات الجادة التي تشهدها مدينة الرياض حالياً والتي تقف خلفها هيئة تطوير الرياض، مشيدين بالمهندسين السعوديين الشباب الذين يعملون فيها. وأكدوا أن تنفيذ المشاريع بالصورة التي وقفوا عليها سيقفز بالمدينة قفزات طويلة الى الامام في مجال التطوير والتخطيط الحضري والتنمية المستدامة، متمنين ان يحالف التوفيق هذه المشاريع وألا تتعثر او يتأخر تنفيذها لحاجة المدينة وسكانها وترقبهم لها. وتركزت أغلب نقاشات الكتّاب مع مسؤولي هيئة التطوير خلال اللقاء المفتوح الذي عقد بمقر الهيئة بعد ظهر أمس الأربعاء على تفاصيل البرامج والخطط والمشاريع التي تقوم عليها الهيئة. وشهد اللقاء عرضاً عن المخطط الاستراتيجي الشامل للمدينة وعرضاً عن مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام، حيث وصف عضو الهيئة ورئيس مركز المشاريع والتخطيط المهندس ابراهيم السلطان في تعليقه على مداخلات الحضور هذا المشروع الكبير بالتحدي الكبير لهم في تنفيذه بهذا الحجم وفي الوقت القصير الذي حدد له وبجودة عالية، مشدداً على أن الهيئة وضعت عدة اعتبارات في سلم اهتماماتها منها تقسيم المشروع على 3 ائتلافات عالمية واختيار مقاولين عالميين لأول مرة يجتمعون في العمل في مشروع واحد مع تأهيل مقاولين عالميين ومحليين والاستعانة ببيوت خبرة عالمية، وكل هذه العوامل وغيرها كفيلة بخروج المشروع في وقته وبجودة عالية، لافتاً إلى أن مسارات القطار والحافلات أخذ فيها عدة معايير منها نقاط الجذب بالمدينة. من جهته، تحدث عبدالعزيز آل الشيخ نائب رئيس مركز المشاريع للدراسات والتخطيط، عن المخطط الاستراتيجي للرياض، مؤكداً أهمية ان تكون التوجهات المستقبلية لأي مدينة مبنية على خطط واضحة لتوقع ما ستصل اليه المدينة مستقبلاً، مشيراً إلى اهتمام الهيئة الدائم بالجوانب المرورية في المدينة. وتمحورت أغلب مداخلات الحضور على مدى امكانية تنفيذ المشروع بتفاصيله الكبيرة في هذا الوقت الوجيز وتكلفته وطول الدراسات التي اخذها المشروع قبل اقراره، وشدد عدد من الكتّاب على ضرورة ان تطلع الهيئة المواطنين أولاً بأول على ما تم انجازه في كل مرحلة من المشروع الذي يهم كل سكان المدينة، كما تحدث البعض عن تداخل وتنازع الصلاحيات بين بعض الجهات في تنفيذ المشاريع، مفيدين ان هيئة التطوير نموذج في العمل المنظم ولها تجارب رائدة في تنفيذ المشاريع الكبرى بالمدينة. وتناولت بعض المداخلات حدود التنمية في العاصمة وتمددها السريع، مطالبين بتحرك الهيئة من الآن في تغيير سلوك المواطن وحثه على استخدام النقل العام في ظل الزحام المروري الذي تعاني منه المدينة. هذا وكشف العرض الذي قدم خلال اللقاء عن المشروع كافة تفاصيل مشروع القطار ومساراته واطواله وما يجري العمل عليه حالياً من الائتلافات المنفذة للمشروع، حيث يعمل عدد من المختصين في فريق الإدارة والاشراف على المشروع، في حين يصل عدد العاملين في الائتلافات المنفذة له حالياً نحو 5 آلاف عامل، ويتوقع أن يصلوا فيما بعد الى نحو 55 ألف عامل في منتصف فترة العمل بالمشروع والتي تشكل وقت الذروة وأعلى حالات العمل بالمشروع، وتبلغ اطوال الانفاق التي ستنفذ 73 كم والجسور 83،8 كم والمسارات التي على السطح ستصل الى 18،9كم، فيما تقوم الائتلافات المنفذة حالياً بعدة اجراءات نهائية قبيل بدء العمل الفعلي منها اختبارات التربة بمواقع العمل وتحديد المواقع، كما يتم حالياً التنسيق مع عدة جهات لانجاز العديد من الاعمال المتعلقة بالمشروع منها وزارة العمل لإنهاء تأشيرات العمالة المنفذة ومن المتوقع ان تصل أول آلة حفر عميق في الربع الاول من العام 2015 م وستصل اول عربة للقطار في الربع الثاني من العام 2016 م وسيكتمل وصول القطارات نهاية الربع الثاني من العام 2018 م.