كان هذا عنوان صفحة على الإنترنت وصلتني عن طريق تطبيق للتواصل الاجتماعي وكنت قد نقرت الرابط وكلِي حماس لقراءة معلومات من شأنها ان تصدمني.. وممَا قرأت: الصَدمة الأولى: هل تعلم أن الحوت الذي ابتلع يونس عليه السلام هو على قيد الحياة الى الآن، استنادا لمضمون قوله تعالى: "للبثت في بطنه الى يوم يبعثون". الصَدمة الثانية: هل تعلم انَ أكل عدد زوجي من التمر يتحوَل لسكريات لذلك أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلَم بأكل عدد فردي من التمر لكي يتحول الى كربوهيدرات. الصَدمة الثَالثة: هل تعلم أنَه ماتت امرأة صالحة فكانوا كلَما زاروا قبرها وجدوا رائحة تراب القبر "وردا" فقال زوجها إنها كانت لا تترك قراءة سورة الملك قبل نومها. الصَدمة الرابعة: هل تعلم أنَه عند قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة يصبح بينك وبين الجنة الموت فقط. في البداية لابد لي أن أعترف بأنني فعلا صدمت.. فإذاعات المدرسة الصَباحية تركت لدي انطباعاً بأنَ "هل تعلم" تسبق الحقائق الثابتة زمانيَا ومكانيَا والمثبتة علميَا أو ما قد تم توثيق وتسجيل حدوثه بما لا يترك مجالا للريب، فمثلا يمكن القول: هل تعلم أنَ فصيلة الحيتان الأطول عمرا قد تعيش حتى مائتي سنة..!! وهل تعلم أنَ الكربوهيدرات تتحوَل في الجسم الى سكريَات..!!! وهل تعلم أنَ حديث النَاس في المجالس لا يعتبر معلومة وحقيقة مثبتة..!! وهل تعلم أنَ حديث فضل قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة موضوع بحسب ابن الجوزي وضعيف بحسب ابن القيِم.. وفي حين أن الله على كل شيء قدير وهو تعالى قادر على إبقاء يونس عليه السلام في بطن الحوت الى يوم البعث، إلا انه نجَاه بقدرته، ولا علم لمخلوق بأي حوت من بين الحيتان يكون ذلك الحوت الذي سخَره الله فكيف لنا ان نعلم ببقاءه حيَا! أمَا أكل التَمر بعدد فردي فليس بواجب ولا سنَة في غير يوم عيد الفطر حيث ثبت في صحيح البخاري أن النبي كان لا يغدو للصلاة يوم عيد الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً أما في غير ذلك فلم يكن صلى الله عليه وسلم يتقصَد أن يكون أكله التمر وترا.. ثم إنَه لأفضل بكثير ان نقول بعدم علمنا عن تفسير ورود أكل التمر وترا عوضا عن نشر وترديد تفسير لا منطق فيه ولا إثبات يدين اسلامنا ولا ينفعه! كما أنني استغرب كيف لبعض المؤمنين ان يأخذوا ما يردهم من أحاديث ببساطة وبدون البحث عن صحَتها ويرددوها دون وعي بمتناقضات معانيها والتساؤل كيف لحديث أن يعدني بدخول الجنَة بمجرَد قراءتي لآية الكرسي بعد كل صلاة ولحديث آخر أن يطردني من رحمة الله ومن الجنَة التي وعدت بمجرَد إزالتي لشعرات من حاجبي؟. صدق الكاتب وعده والمعلومات فعلا صدمتني وصدمتي الأكبر كانت في ردة فعل من وصلتهم قبل أن يعيدوا نشرها "سبحان الله"..