كشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه يجري مفاوضات مع الكتل السياسية لشغل الحقائب الوزارية الثلاث المتبقية في الحكومة، بعد منح البرلمان الثقة لخمسة وزراء الأسبوع الماضي، فيما جدد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الدعوة إلى تغيير الحكومة بالكامل وتشكيل حكومة تكنوقراط. وقالت المصادر في تصريحات لـ «الحياة» أن العبادي تسلم ترشيحات من «ائتلاف الوطنية» بزعامة إياد علاوي لشغل إحدى الوزارات الثلاث، فيما حسم مصير منصب وزير الداخلية لكتلة بدر، بانتظار حل الخلاف السياسي بين قادة التحالف الوطني على المرشح له قاسم الأعرجي. لكن المصادر أكدت أن العبادي قد يضطر إلى ترشيح شخصيات مستقلة في حال إصرار الكتل المعنية على مرشحين لا يوافق عليهم، أو لا تتماشى ترشيحاتهم مع منهج الإصلاح الذي تستهدفه الحكومة. ويشار إلى أن الوزارات الثلاث المتبقية هي، الداخلية والصناعة والتجارة، في حين صوّت البرلمان الإثنين الماضي لمصلحة تولي خمسة مرشحين مناصب وزارية، هي النفط، والإعمار والإسكان، والنقل، والتعليم العالي، والموارد المائية، فيما رفض البرلمان منح ثقته لمرشح وزارة التجارة. وكان العبادي وافق الشهر الماضي على استقالة سبعة وزراء من حكومته، جميعهم من «التحالف الوطني». إلى ذلك، أعلن القيادي في «ائتلاف دولة القانون» النائب علي العلاق، قيام رئيس الوزراء حيدر العبادي بإجراء حوارات مع الكتل «المعنية» لشغل الوزارات الثلاث المتبقية، وقال لـ «الحياة» أن «ثلاث وزارات بقيت شاغرة وسيتم ترشيح وزراء لها ضمن عملية الإصلاح التي يقوم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي»، مبيناً أن «هذه الوزارات هي الداخلية والتجارة والصناعة». وأشار إلى وجود حوار في شأن إسناد وزارة الداخلية لمنظمة «بدر»، فيما ستسند إحدى وزارتي الصناعة أو التجارة إلى القائمة الوطنية، ويرشح العبادي شخصية مستقلة لشغل الأخرى. واتهم العبادي في مناسبات مختلفة الكتل السياسية بعرقلة برنامجه الإصلاحي الرامي إلى إجراء تغيير وزاري يكلف بمقتضاه أطرافاً تتميز بالكفاءة والخبرة والنزاهة، ملوحاً بالتوجه نحو استخدام صلاحياته لتعيين أشخاص لإدارة الشأن العام وتجاوز حالة الفراغ القائمة في ظل عدم تجاوب الكتل البرلمانية وانشغالها في مشاكلها وانشقاقاتها الداخلية. وأبدى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تأييده لتغيير الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط بدلاً منها. وقال في رد على سؤال وجهه أحد أنصاره في شأن التعديل الوزاري الأخير أن «تمسك الكتل بمغانمها السياسية وتركها لمصلحة الشعب يجعلان من عملية الإصلاح التي يدعو لها العبادي شبه مستحيلة، ولا أظن أن أياً من السياسيين يمكنه التضحية بالقليل فضلاً عن الكثير». وأبدى الصدر «تأييده للقيام بتغيير الحكومة (شلع قلع)، وتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، ومحاكمة كل الفاسدين منذ بداية الاحتلال إلى يومنا هذا، بدون استثناء إطلاقاً».