×
محافظة المنطقة الشرقية

ثقافي / المؤتمر الإسلامي الـ 29 في ساوباولو يوصي بضرورة وضع خارطة طريق لمواجهة الغلو والتطرف والإرهاب/ إضافة أولى واخيرة

صورة الخبر

فيما وصل مهرجان «صيفي ثقافي 11» إلى محطته الأخيرة، حيث يسدل ستاره الليلة معلناً عن نهاية وجبة ذهنية وروحانية دسمة من الأنشطة التي تنوعت بين الثقافية الموسيقية والمسرحية والغنائية، جاء عرض «بلا غطاء» المسرحي الأكاديمي الذي قدمته فرقة مسرح الخليج العربي، مساء أمس الأول على خشبة مسرح الدسمة ليكون مسك ختام أنشطة المهرجان المسرحية. وشهد العرض، وهو من تأليف تغريد الداود وإخراج منال الجارالله، ومن بطولة كلٍ من أحلام حسن، ميثم بدر، إبراهيم الشيخلي، علي بولند، سعود بوعبيد ومحمد جمال الشطي، حضوراً جماهيرياً غفيراً. «بلا غطاء» التي سبق لها أن حازت إشادة النقاد من خلال مشاركتها ضمن فعاليات مهرجان «الكويت المسرحي 16»، هي أشبه باللعبة المسرحية الفلسفية، وبالمقابل فإن الإخراج فيها أقرب إلى اللعبة المسرحية، فقد انطلق العرض المسرحي من سؤال جوهري، هو «ماذا يحدث لو صحوت يوماً من نومك فاقداً للذاكرة ومفتقداً جميع البيانات التي تدلّ على هويتك، وكيف ستعرف حينها من أنت؟ ومن تكون دون غطاء»، وهو ما اتضح خلال العرض من خلال شخصية «هو» التي جسدها الفنان ميثم بدر، ذلك الإنسان الذي يحاول جاهداً البحث عن هويته الضائعة بعدما تمّ تجريده منها، لذلك تراه يعاني من وطأة نظام شامل يتكون من مؤسسات سياسية واجتماعية فاسدة، جسدتها عدة شخصيات منها الممرضة والمومس وسيدة المجتمع والزوجة وهي الشخصيات التي أدتها جميعاً باقتدار الفنانة أحلام حسن، ومدير المستشفى النفسي والعسكري والمشهور وجسدها الفنان إبراهيم الشيخلي، فيما جسّد علي بولند شخصيات المجرم و«البودي جارد»، وجسّد الفنان سعود بوعبيد شخصيات الطبيب والصحفي والعسكري والفنان والزوج، وجسّد محمد الشطي شخصيات المثقف والمصور والهارب، ليعيش البطل «هو» وكأنه في مسرحية عبثية مشاركاً الجميع في خداعه من خلال ادعائهم أنهم يعرفون مصلحته ويدركون غايته، لكنهم في حقيقة الأمر لا يسعون سوى وراء مصالحهم الخاصة وغاياتهم الأنانية، من خلال الانحراف الإرادي بأن تسير الجماهير حسب إرادة النخبة ومستوى فهمها للأمور. وتناولت «بلا غطاء» قصة إنسان فقد أوراقه الثبوتية في أثناء وجوده تحت تأثير الغيبوبة في المستشفى، وحين يصحو يجد نفسه فاقداً للذاكرة لا يعرف شيئا عن نفسه أو ماضيه أو كيف وصل إلى المستشفى وإلى من ينتمي، فيبدأ رحلة البحث عن ذاته منطلقاً من عدة تساؤلات فلسفية «من أنا؟ وكيف أصل إلى حقيقتي؟». وطرحت المسرحية فكرة البحث عن هوية الإنسان خارج حدود التصنيف التي تضعه في قوالب أيديولوجية أو سياسية أو عنصرية، لتعزز في النهاية أهمية انتصار الإنسان لإنسانيته بالدرجة الأولى، ولقيمة الإنسانية من خلال سلسلة من المشاهد تكون بمنزلة الاختبار الحقيقي للشخصية المحورية في العمل «هو»، بينما قامت بقية الشخصيات بأدوار مختلفة أحاطت بشخصية «هو»، فعملت على إقصائه وإعادة تشكيله بما يتوافق مع مصالحها حتى لو اضطر الأمر إلى محاربته، لأنه يمثل بالنسبة إليهم بوادر صحوة تعري كثيراً من سلوكياتهم السلبية. ما ساهم في إكمال الصورة المسرحية بشكل سلس، هو تكامل العناصر المسرحية الأخرى كافة، حيث جاء الأداء التمثيلي بالدرجة الأولى متناغماً، فأبدع كل ممثل في تقمص شخصيته باحترافية. أما الديكور الذي صممه محمد الربيعان كان بسيطاً جداً غير مبتذل، وفي نفس الوقت معبراً عن الفكرة والمضمون للنص والرؤية الإخراجية، فهو عبارة عن قفص تمّت بداخله كل الأحداث الدرامية. أما الإضاءة التي تصدى لها أيمن عبدالسلام فقد كانت معبرة عن الحالة النفسية للشخصيات وما تمرّ به من حالات متنوعة. ولا ننسى الدور المهم للمؤثرات الصوتية والموسيقى التي قدمها وليد سراب مستخدماً فيها خبرته في هذا المجال، فاستطاع ملامسة إحساس المشهد البصري وربطه بالحالة السمعية. وكذلك كانت للأزياء التي صممها محمد الربيعان دوراً فعّالاً في تكامل الحالة النفسية مع ما يدور على الخشبة. معرض الأقنعة المسرحية على هامش العرض، تم افتتاح معرض الأقنعة المسرحية الذي صممه ونفذه كلٌ من نصار النصار وندين جمال ودلال القطان، حيث ضم أقنعة من المسرح اليوناني وأخرى من الإغريقي والروماني، وغيرها من المسرح الياباني والمسرح الصيني، وكذلك من مسرح كوميديا ديلارتي، إلى جانب أقنعة استخدمت في عروض مسرحية عالمية، فيما تمثّلت المشاركة المحلية في المعرض في فرقة الجيل الواعي وفرقة «باك ستيج قروب».