بتاريخ 6 يوليو 1949، نشرت جريدة «البلاغ»، خبرًا عن غضب إسرائيل من غناء أم كلثوم للقوات المسلحة في فلسطين، وأفادت الجريدة في خبرها أنّ راديو إسرائيل أذاع إبان الحرب الفلسطينة، نبأ إصداء حكم بإعدام أم كلثوم. وقال الخبر أن سبب حكم الإعدام، أن أم كلثوم اشتركت في إقامة حفلات ترفيه للقوات المسلحة في فلسطين، كما جاء في المتن: « مُنذ 3 أسابيع، ومحطة إذاعة إسرائيل تذيع كل يوم نص الحكم الذي أصدرته السلطات الصهيونية ضد الآنسة أم كلثوم، سليمة باشا، والسيدة سهام رفقي». ويقضي هذا الحكم بإعدام المطربات العربيات الثلاث بتهمة «إثارة الجماهير الشعبية في البلاد العربية ضد الصهيونية»، والاتهام الذي وجتههُ السلطات الصهيونية ضد الآنسة أم كلثوم، هو أنها تغني أغنية «فلسطين» وتثير الشعب المصري ضد الصهيونية وتستفزه للجهاد، كما تُردد على مسامعه كوبليه: «ولكن تؤخذ الدنيا غلابًا». وما إن وقعت مصر مع إسرائيل الهدنة الدائمة في رودس بعدها، حتى أعلن راديو إسرائيل اعتزامه إذاعة أغانى أم كلثوم كأعظم مطربة عربية وكانت أول أسطوانة أذيعت هي أغنية «ياما أمر الفراق»، وبذلك تكون إسرائيل قد ألغت حكم الإعدام وصفحت عن أم كلثوم. وتابعت الجريدة: «وفى نفس الوقت أذاع راديو باريس أن أم كلثوم اعتزمت الحضور إلى باريس بعد أيام لعرض نفسها على الأطباء الأخصائيين في أمراض العيون والأمراض الباطنية بعدما اكتشف الأطباء في مصر إصابة أم كلثوم بالغدة الدرقية«. ووفقًا لموقع «وزارة الخارجية الإسرائيلية» الرسمي، فإن أم كلثوم تجذب عدد كبير من المعجبين في إسرائيل، الذين ولدوا بعد وفاتها، بسبب أغنياتها التراثية، فهي أثرت على الكبار والصغار، حتى تم إطلاق اسمها على أحد الشوارع هُناك، كما ساهم دار الإذاعة في الحفاظ على تراثها، من خلال بث أغانيها في السادسة مساءً كل يوم، ولمدة ساعة، تعرض الإذاعة فاصلاً من أغاني أم كلثوم في الستينيات.