أفاد مراسل الجزيرة في حلب بمقتل تسعة مدنيين جراء غارة روسية على حافلة صغيرة كانوا يستقلونها من المدينة باتجاه ريفها الجنوبي خلال الساعات التي يفترض أن تشهد هدنة إنسانية طبقا لما أعلنت روسيا. وشنت طائرات روسية وأُخرى تابعة للنظام الحاكم عدة غارات أخرى على الأحياء السكنية بمدينة حلب وريفها، وكذلك على مدينة إدلب وريفها سقط على إثرها العديد من المدنيين بين قتيل وجريح. وأوضح مراسل الجزيرة أن الغارة التي شنتها الطائرة الروسية أحرقت حافلة صغيرة بكل من فيها من مدنيين كانوا متجهين إلى خارج حلب، مروراً بطريق الراموسة خان طومان، حيث كسرت المعارضة المسلحة حصارا كان النظام ومساندوه يفرضونه على حلب. ووقعت تلك الغارة خلال ساعات قالت روسيا إنها تشهد هدنة لإتاحة المجال لإيصال معونات إلى المدنيين بحلب، بينما تؤكد المعارضة أن روسيا والنظام "لم يلتزما بتلك الهدنة ولو لساعة واحدة، بل اشتدت فيها غاراتهما، وتركزت على طريق الراموسة، وهو ما جعل المرور منه أشبه بانتحار". كما استأنفت الطائرات الروسية وكذلك التابعة للنظام غاراتها على معظم الأحياء بمدينة حلب، وكذلك بلدات ريفيها الغربي والجنوبي، وهو ما أدى لقتل وجرح كثير من المدنيين، ودمار واسع بالأبنية السكنية والخدمية. وحاولت قوات النظام والمليشيات الأجنبية المساندة لها التقدم بمنطقة الراموسة من جهة البلدية والمدرسة الفنية الجوية، لكن المعارضة المسلحة أكدت أن مقاتليها تصدوا وقتلوا عددا كبيرا من مسلحي المليشيات الأجنبية، ودمروا لها عدة آليات. وفي حمص، أفاد مراسل الجزيرة أن 29 شخصا قتلوا في قصف جوي روسي على قرى وبلدات تسيطر عليها المعارضة المسلحة بريف المدينة. وألحقت الغارات والقصف المدفعي العنيف الذي أعقبها دمارا كبيرا بالمباني السكنية والممتلكات. يُذكر أن النظام يحاصر منذ نحو أربع سنوات مدن وبلدات ريف حمص الشمالي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، ويمنع عنها المواد الغذائية والطبية. روسيا تطلق صواريخ كروز على أهداف بسوريا(ناشطون) وفي وقت سابق أمس الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن السفينتين الحربيتين "زيليوني دول" و"سيربوخوف" التابعتين لأسطول البحر الأسود الروسي أطلقتا ثلاثة صواريخ مجنحة "كاليبر" عالية الدقة من شرق البحر الأبيض المتوسط، مستهدفة مواقع لـجبهة فتح الشام في سوريا. وأضافت الوزارة الروسية في بيان أن هذه الصواريخ دمرت مركزا قياديا وقاعدة تابعة لمن وصفتهم بالإرهابيين بمنطقة دير الزور شرقي سوريا، بالإضافة إلى تدمير مصنع لإنتاج الذخائر ومستودع للأسلحة بمحافظة حلب. وأوضحت أن قاذفات بعيدة المدى من طراز "تي.يو22أم3" وقاذفات مقاتلة من طراز "أس.يو34" أقلعت من قاعدتين جويتين في روسيا وإيران وضربت أهدافا لـتنظيم الدولة الإسلامية بمحافظة دير الزور، موقعة قتلى بصفوف التنظيم. ونفذت قاذفات روسية في السابق ضربات داخل سوريا انطلاقا من قاعدة جنوبي روسيا، لكنها المرة الأولى التي تنطلق منها هذه القاذفات من دولة أخرى مما أثار غضب الولايات المتحدة. يُذكر أن القوات الروسية أطلقت بعد بضعة أسابيع من بدء تدخلها العسكري في سوريا صواريخ عابرة من سفن في بحر قزوين باتجاه سوريا، وذكرت تقارير حينها أن صاروخا روسيا انفجر بالأراضي الإيرانية.