×
محافظة المنطقة الشرقية

5 حفاظ يتلألؤون في حفل مجمع عبدالله بن عبيد

صورة الخبر

قبل 3 أسابيع أو تزيد تعرّض طفل صغير إلى صعق كهربائي في كورنيش جدة، بسبب سقوطه على مصباح أرضي يبدو أنه كان خارج إطار الخدمة ومليئا بالرطوبة حسب إفادة والده. وبجانبه أيضاً مصابيح أخرى مكسورة، لكن التيار الكهربائي يسري فيها. الطفل حالياً يعيش على أجهزة التنفس لأنه في غيبوبة دائمة. أما والد الطفل فهو يتوعد بمقاضاة أمانة محافظة جدة بصفتها المسؤولة عن الكورنيش وما حوى، وهو في ذلك محق. لكن الأمانة في الجانب الآخر أصابتها الحيرة، فهي إن (نامت) لامها المجتمع لأنها لم تطوّر الكورنيش ولم تدخل الخدمات اللائقة فيه. وعندما تفعل ويحدث الذي حدث، لامها المجتمع مرة أخرى لأنها لم تصن هذه المرافق بالصورة اللائقة المانعة لحوادث عرضية من هذه الشاكلة يمكن تفاديها بصيانة وقائية منتظمة. وفي المقابل تشكو الأمانة من سوء استخدام المرافق وعدم تقدير الجهد الكبير المبذول في توفير الخدمات. وأحسب أن أغلبيتنا متفقون مع الأمانة في هذه النقطة تحديداً، فالمواطن عموماً يتعامل مع المرفق الذي يستمتع به، وكأنه آخر العهد به، أي لن يعود إليه مطلقا ولن يستفيد منه في المستقبل أبداً، فيحطّم ما يمكن أحياناً، وينشر فضلات أكله وشرابه غالباً، وإذا تيسّر لأطفاله تكسير مصباح أو تعطيل نافورة أو إتلاف دورة مياه فلا مانع ولا رادع !!. هذه العيّنة من الجمهور تتعامل مع المرافق العامة وكأنها أموال عدوّ دائم أو كأنها في حرب ضروس. الإفساد عملية سهلة لا تكلف الكثير ولا تتطلب تفكيرًا أو إبداعًا، ولذا فإن متابعة إصلاح ما تفسده أيدي العابثين والمفسدين يدخل في باب المستحيل، ولا يمكن تشغيل فرق للصيانة أو النظافة على مدار الساعة لمتابعة هذا السلوك البغيض. ولأننا زهقنا من كلمة "التوعية"، ومللنا إهدار الأموال على برامج التوعية، فلم يبق إلا استخدام عصا غليظة وكاميرات مراقبة دقيقة. صدقوني لن يصلح حال هذه المرافق بدون عقوبات رادعة حازمة، وسنظلّ ننزف مالاً باستمرار، وربما دفعنا بعض الأرواح ثمناً باهظاً بسبب إفساد عن سابق إصرار. حياة هذا الطفل ترسم نهاية مأساوية لعبث فاضح وإفساد كبير مصحوبا بتهاون وتقصير. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain