المواطن الرياض فجأة وبدون مقدمات ظهرت قضية البوركيني على السطح، لتعكس حالة من الهلع والرعب في فرنسا، وفي نفس الوقت تؤكد أن الغرب يضرب بالحرية وحقوق الإنسان عرض الحائط لمجرد أي هاجس أمني. مدينة كان الفرنسية، كانت أول المدن التي حظرت ارتداء لباس البحر الإسلامي أو ما يُعرف باسم البوركيني على شواطئها، لتتبعها بعد ذلك بعِدة أشهر بلديات أخرى في فرنسا. وانتقد البعض قرارَ منع البوركيني، قائلين إنه يحظر الحريات، بينما أيّده آخرون، معتبرين أن هذا الزيّ قد يسبب توترات، إلا أن هذا الحظر يدل على حالة القلق الأمني التي تمر بها فرنسا. وحتى الآن تم تغريم عدد قليل من النساء بـ 38 يورو في مدينة كان، بسبب ارتدائهن البوركيني على الشواطئ، وأثار قرار عمدة المدينة جدلًا واسعًا. وحدث انقسامٌ كبيرٌ في الشارع الأوروبي حول السماح بارتداء البوركيني من عدمه خاصة مع الحديث عن الحريات وحقوق الإنسان. ويرى البعض أن البوركيني يمثل تحديًا لقيمتين أساسيتين في فرنسا، وهما تحرير المرأة والرغبة في الحياة كأمة واحدة، فالبلد التي قدّمت البكيني للعالم استكمالًا لتقليد طويل من تأثير ونفوذ المرأة صُدمت لرؤية بعض النساء الفرنسيات، يقبلن بما تعتبره سيطرة الدين والرجال عليهن. كما يمثل البوركيني تحديًا لفكرة الوحدة الوطنية، والتي تمثل قلب الخطاب الفرنسي. ويعتبر البعض البوركيني رمزًا للانعزالية، وبالنسبة للبعض الآخر يسمح البوركيني بتقويض الفكرة الرئيسية التي تقوم عليها الدولة الفرنسية.