في حين دفعت الارتفاعات السابقة للين شركات الصناعات التحويلية اليابانية لنقل الإنتاج إلى الخارج، يتعاطى المصدرون مع ضغوط العملة في الآونة الأخيرة من خلال الاقتصاد في الإنفاق عن طريق إطفاء مصابيح الإضاءة وتعطيل عمل المصاعد، في خطوة لتجنب إجراءات أكثر قسوة قبل عودة الأمور إلى طبيعتها. وارتفع الين -الذي يعد ملاذا آمنا في فترات التقلب- منذ فترة ما قبل وما بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي ما تسبب في اضطراب الأسواق العالمية وارتفاع العملة اليابانية بنحو 10 ينات تقريبا أمام نظيرتها الأمريكية منذ مطلع يونيو الماضي إلى ما دون 100 ين بقليل مقابل الدولار. وبالنسبة لشركات التصدير الكبرى مثل عملاق صناعة السيارات تويوتا وشركة باناسونيك، سيؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في أرباح التشغيل، إذ أن ارتفاع العملة اليابانية بواقع ين واحد أمام نظيرتها الأمريكية يمكن أن يكلف تويوتا نحو 40 مليار ين (400 مليون دولار) وباناسونيك مليار ين، فيما أوقفت تويوتا -التي خفضت هذا الشهر توقعاتها لأرباح التشغيل للعام بأكمله بنحو مليار دولار- مصعدين في مقرها بطوكيو في إطار رد فعلها. وقالت المتحدثة باسم الشركة شينو يامادا «من غير الواضح إلى متى سيظل الين قويا ومن ثم تحاول الشركة الترويج لفكر يجعل الموظفين دائما على دراية بالتكاليف»، مضيفة أن ترشيد استخدام المصاعد يهدف إلى إظهار التضامن مع بقية الشركة، في وقت تتوقع فيه الشركة أن يقدم خفض التكاليف وتحسن التسويق إسهاما بمقدار 50 مليار ين في أرباح التشغيل هذا العام وهو رقم لن يقلص كثيرا حجم الخسائر البالغ 1.12 تريليون ين والناتج عن المكاسب التي حققتها العملة اليابانية في الآونة الأخيرة. وتبنت شركة شارب عدة إجراءات لتخفيف أثر ارتفاع الين، إذ أجبرت الموظفين على تحمل حرارة الطقس، فمن غير المسموح للموظفين تشغيل تكييف الهواء على درجة حرارة تقل عن 28 درجة مئوية. كما خفضت الشركة إضاءة ردهات المكاتب إلى النصف.