×
محافظة المنطقة الشرقية

اليونيسيف: "زيادة كبيرة" في تجنيد الاطفال في جنوب السودان

صورة الخبر

استمع خيري منصور تتعدد الرقاب وألوانها، وكذلك أغطية الرؤوس، سواء كانت قبعة أو عمامة، لكن السيف واحد، ونية القتل واحدة، لهذا امتد النزيف وخيط الدم من فرنسا إلى أمريكا ومن القس المسن إلى خطيب المسجد، وهذا بحد ذاته يحسم السجال الذي أصبح عقيماً حول هوية الإرهاب وتضاريسه والأدوات التي يستخدمها لانتهاك مصائر الأبرياء، إذا استسلم العالم لمسلسل ردود الأفعال والمتوالية الثأرية فإن هذه الدراما لن تكون لها نهاية، لهذا فإن نقطة الانطلاق للحملة ضد الإرهاب هي كونية بامتياز إنساني، لأن القتلة يفرضون على الضحايا مهما تباعدت الجغرافيا واختلفت العقائد واللغات أن يحتشدوا في خندق واحد مضاد لأن القائمة التي يشهرها هؤلاء الخوارج بكل المقاييس السماوية والأرضية لا تضم أشخاصاً محددي الجنس والهوية، وكأن الجنس البشري كله أصبح مطلوباً لهؤلاء، كي يرثوا هذا الكوكب بدلاً من الفئران. إن ما يجانس بين الضحايا على امتداد خطوط الطول والعرض لهذا العالم هو ذاته الذي يجانس بين القتلة، فهم قد يتحدثون بلغات مختلفة ويرتدون أزياء مختلفة لكن المحتوى واحد، وهو الكراهية المشحونة بنزعة الانتقام، ما دام كل ما أفرزته الخضارات هو الآن بنك أهداف لمن بلغوا أقصى التوحش ولم يبق من آدميتهم شيء. هي حرب إذن ليست موضعية، لأن الدم أصبح بديلاً للماء في أواني الجغرافيا المستطرقة! ومن أسال دم القس والشيخ هو السيف ذاته والرصاصة ذاتها حتى لو تغيرت الأغماد والفوهات. ومن قرؤوا التاريخ قراءة غير سياحية أو أفقية يدركون أن الحرب الدينية كانت أقسى الحروب وأشدها إيلاماً للبشرية، ويبدو أن هناك من يسيل لعابهم عليها لاستعادتها إذا استطاعوا.