كانت وما زالت مناطق البادية الجنوبية عرضة لسياسات التهميش من قبل الحكومات المتعاقبة حتى دخلت هذه المناطق تحت مسميات المناطق الأشد فقرا والأقل تعليما والأكثر تدهورا في قطاع الصحة والخدمات العامة، بل إن نسبة الفقر مثلاً في لواء الحسينية وصلت حسب آخر الدراسات إلى 9،؛46 الأمر الذي يبين أن خطط وزارة التخطيط وبرامجها التي بدأت بها منذ عام 2007 لم تنجح في إخراج هذا اللواء من دائرة المناطق الأشد فقرا ، بل على العكس تماماً ازدات نسبة الفقر والبطالة وأصبح اللواء من أكثر المناطق الأشد فقرا على مستوى مناطق المملكة الأخرى، وهذا الحال ينطبق أيضاً على مناطق ، الجفر، المريغة، إيل. إن أبناء البادية ومنذ تأسيس هذا البلد قدموا مصلحة الوطن على أية مصلحة أخرى، تخص مناطقهم وقوفا مع الظروف الاقتصادية والسياسية التي مر بها هذا الوطن عبر المراحل التاريخية المختلفة إلا أن سياسات الحكومة للأسف الشديد وبالرغم من توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله - لدعم هذه المناطق - بقيت تمارس بعض سياسات التهميش لهذه المناطق والتي تمثلت فيما يلي: -استثناء مناطق الباديةالحسينية ،المريغة، الجفر،إيل من معظم برامج وخطط وزارة التخطيط للأعوام 2016 ، 2017، 2018. -إلغاء انشاء المستشفى العسكري في منطقة عنيزة - والذي أمر به جلالة سيدنا - وتحويل الدعم المخصص له لصالح مستشفى تعليمي آخر في جامعة الحسين؛ بدليل غياب طرح موضوع المستشفى على جدول خطط وزارة التخطيط التي تم مناقشتها يوم 2016/8/10 في محافظة معان ، هذا المستشفى الذي كان بارقة أمل لأهالي البادية الجنوبية ومطلباً شرعياً سيؤدي إلى تحسين مستوى الخدمات الصحية ويوفر فرص عمل لأبناء وبنات المنطقة. -جميع المراكز الصحية في مناطق البادية تعاني من نقص في الكادر الطبي والأدوية والأجهزة الطبية. -ازدياد في أعداد المتعطلين عن العمل نتيجة ضعف التنمية وعدم وجود مؤسسات ومشاريع تنموية في مناطقهم. -تدهور قطاع التعليم والخدمات العامة ، وعدم توفر مدارس تربية للذكور أو الاهتمام بالبرامج التعليمية في هذة المناطق. إن أخطر ما يمكن أن يستقر في عقول أبناء البادية وخاصة في الظروف الحالية هو الاعتقاد بأن هذه السياسات الحكومية هي سياسات تهميش مقصودة، بل إن أبناء البادية يعيشون في حالة تناقض وانشطار وجودي كبير يتمثل في التصادم بين ما يكنون لهذا الوطن من انتماء حقيقي مطلق وما بين ما يجدون في الواقع من سياسات تهميش حكومية يعتبرونها تهميشاً لحقوقهم التي كفلها الدستور. وباختصار أن أبناء البادية الجنوبية بحاجة إلى توجهات حكومية جادة تحارب الإحباط الذي توّلد في أنفسهم نتيجة سياسات التهميش من قبل الحكومات المتعاقبة، فمناطقهم بحاجة إلى تنمية حقيقية شاملة في جميع المجالات المختلفة تنسجم مع دواعي التقدم التي تشهدها مناطق أخرى في هذا البلد، وهذا يتطلب من الحكومة أولاً: الوفاء بالوعود والالتزام بتوجيهات جلالة سيدنا في الاهتمام بهذه المناطق. وثانياً يتطلب من الحكومة وضع خارطة طريق تنموية جديدة لهذه المناطق، تكفل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المنشودة في ظل وجود صاحب الراية الهاشمية المفدى. حفظ الله ملكنا الهاشمي واردننا الغالي