×
محافظة المنطقة الشرقية

المرداسي لديربي الأحساء.. وأجانب للهلال والنصر

صورة الخبر

من أشد الصعوبات التي تواجهنا معشر الآباء أننا في الوقت الذي نجاهد فيه بكل ما أوتينا من قوة في تنشئة أطفالنا على آداب الإسلام الكريمة في القول والعمل والمعشر ..على منهج ( اتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) .. منهج النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي قال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، فنعلمهم اللين واللطف والابتسام والإحسان مع الناس ، نجد أن بعض الأسر يصنعون القبح في أخلاق أبنائهم ويعلمونهم أبشع الكلمات وأقذع الألفاظ ، الأمر الذي يضعنا في حرج كبير مع أطفالنا ، نعم حرج كبير ، فالآباء الذي يحرصون على أن تكون قواميس أطفالهم خالية من الكلمات النابية .. نظيفة من كل لفظ خارج عن حدود الأدب واللياقة يتفاجأ كثير منهم وأنا أولهم أن أطفاله يعجزون عن مجاراة أقرانهم ذوي الألفاظ الفاسدة والدنيئة ، ولكم أن تتخيلوا مدى قساوة الموقف على أطفالكم .. طفل تنهال عليه كلمات سيئة بكل ألوان الدناءة وبشتى أنواع الوقاحة من قرينه في المدرسة فلا يجد هذا الطفل في مخزونه اللفظي ما يرد به عن نفسه .. لا لسبب إلا لأنه نشأ بلا ألفاظ سيئة .. يحاول هذا الطفل أن يجد من أسلحته اللفظية ما يردع به ذاك الطفل أو يوقفه عند حده فلا يجد غير الصمت ملاذاً .. والانزواء مهرباً .. والبكاء متنفساً ، وكأننا بهذا قد تعمدنا أن نضع أطفالنا في هذه المواقف المهينة ، كنا نظن أننا نساعدهم على مواجهة الحياة وتحدياتها وصعوباتها بمكارم الأخلاق وسلامة الألفاظ ، فإذا بنا ندفعهم دفعاً للانطوائية والاكتئاب والرهاب من الناس والمجتمع ، لا تظنوا المسألة هينة .. فأنا أعلم أن مناوشات الأطفال أمور حتمية تفرضها معطيات المرحلة ، لكنها لم تعد المناوشات المتسقة مع الطفولة كما يعتقد البعض ، أي في حدود الكلمات المشتركة فيما بين الأطفال أنفسهم والتي قد يسقط منها لفظ أو لفظان خارجان عن الأدب بينما بقية الألفاظ في الإطار المعقول ، لا يا سادة .. فقد سمعت بأذني – وأقسم لكم - أكثر من أب يقول بأنه يتعمد تعليم طفله أوسخ الألفاظ وأقذع الكلمات لكي يتمتع طفله بدرع حصين من الكلمات النابية التي تحميه من تسلط بقية الأطفال عليه ، ما يعني أن المسألة تطورت من مرحلة اكتساب الكلمات بالصدفة وبالوسائل غير المقصودة إلي تربية أسرية مقصودة ومدعومة من أعلى سلطة تربوية يحترمها الطفل ويقدسها ويثق بها وهو والده ، ولا أخفيكم بأني فور سماعي لأولئك الآباء أسقط في يدي .. هل يعقل هذا ولماذا ؟ ماذا جرى للناس والدنيا والمجتمع ؟ وأي النوعين من الآباء على حق ؟ أولئك الذين يعلمون أطفالهم الخلق الكريم والألفاظ السليمة ليتعايشوا مع الآخرين بسلام .. أم أولئك الذين يعلمونهم القبح والكلمات الذميمة ليحموا أطفالهم من أذى كلمات الآخرين القذرة ؟ دعونا من المثالية أرجوكم .. وابحثوا فعلاً لحل لهذه الإشكالية .. ثم أشيروا علينا .. ما السبيل إلي حماية أطفالنا من أذى كلمات الآخرين في الوقت الذي نصنع منهم بشراً يتعايش بعضهم مع بعض بالود والاحترام ؟.