×
محافظة حائل

قرارات جديدة لإعادة هيكلة وزارة النقل بشكل عام

صورة الخبر

اسمها مليكة بلعريبي لوموال وهي فرنسية جزائرية الجذور مولودة في ضاحية «نانتير» الباريسية المتواضعة، قبل أن تصبح مغنية أوبرا «ميتزو سوبرانو» وتشارك في أكبر الأعمال الأوبرالية فوق خشبات أرقى المسارح الفرنسية والأوروبية. وتتميز بلعريبي على الصعيد الفني بوجهين منفصلين وإن كان يربط بينهما العنصر ذاته والذي يتلخص في موهبة الفنانة وطاقتها الفنية الضخمة. والوجه الثاني بالتحديد هو الذي سيتسنى للجمهور الباريسي اكتشافه أو إعادة اكتشافه وفق الحالة، اعتباراً من الشهر الجاري وحتى نهاية العام ٢٠١٦، بما أن بلعريبي ستقدم فرقتها المكونة من مغنيات أوبرا يتميّزن بجذور عربية، وتُعلِمهن بنفسها في المدرسة التي أسستها في ضاحية «كراي» الباريسية في العام ٢٠٠٠. والعرض المطروح هو أوبرا «كافالييرا روستيكانا» من تأليف بييترو ماسكانيي، وسيقدم في تواريخ محددة في باريس وبعض ضواحيها. ويتضمن الاستعراض المعني٢٠ مغنية وتخرجه للمسرح كارولين دوما. مشوار مليكة الفني لم يكن سهلاً، إذ نشأت في أسرة تتألف من ثمانية أولاد وفي ظروف صعبة إلى حد ما، ومن ثم حادثة السيارة التي كادت أن تفقدها ساقها اليمنى وهي في الثالثة من عمرها، والفترة الزمنية الطويلة جداً التي قضتها في ما بعد متنقلة بين مستشفيات ومصحات عدة، الأمر الذي أدى بها إلى الاهتمام بالموسيقى وإلى تعلم الغناء الكلاسيكي واكتشاف قدراتها الصوتية التي لم تكن على دراية بوجودها ولم تكن تحلم بها في الأساس. وفي سن المراهقة تقدمت بلعريبي إلى مسابقة دخول كونسرفاتوار الموسيقى في باريس، ونجحت فيها فتم قبولها في صفوف هذه المدرسة العريقة ذات الصيت العالمي، وتخرجت بعد أربع سنوات مغنية محترفة في ميدان الأوبرا.   كبرياء أما المدرسة التي أنشأتها باسمها فتعود فكرتها إلى اليوم الذي أتت فيه بلعريبي إلى ضاحية «كراي» في إطار جولة فنية فاكتشفت في هذا المكان ما ذكرها بضاحية «نانتير» الفقيرة حيث كبرت، فرأت الأطفال المحرومين والشباب الذي يضيع وقته ولا يستفيد من أي شيء والنـــساء اللواتي لا يخرجن من الضاحية ولا يعرفن كيف يستخدمن طاقاتهن من أجل إنجاز مشروعات مفيدة، وذلك في أكثر الأحيان بسبب الكبرياء الذي يميزهن ويمنعهن من اللجوء إلى الغير وطلب أي مساعدة. وعادت بلعريبي إلى كراي ونظمت مسابقة لاكتشاف المواهب الصوتية بين نساء الضاحية، وليس أي مواهب صوتية بل فقط تلك القادرة على ترديد الأعمال الأوبرالية، أي التي ينظر إليها على أنها أرقى وأسمى مما هو متوافر في دنيا الفن الغنائي. وتفسر بلعريبي خيارها هذا بأنه على رغم صعوبته ومتطلباته الصارمة، يرفع من مستوى تلك النساء خصوصاً في نظر الجمهور والإعلام الذي يأتي لمشاهدتهن وسماعهن هنا وهناك، وهي تؤمن بأن الأقليات لا بد لها أن تبذل أضعاف الجهود التي يبذلها الغير من أجل تحقيق الهدف ذاته. كما أنها بشهادة تلميذاتها معلمة حازمة ولكنها تنصف في كل الحالات، وها هي منذ ١٦ سنة تقسم وقتها بين نشاطها الفردي كمغنية أوبرا، وعملها كمعلمة غناء أوبرالي تقود فرقتها المشكلة من نساء عربيات الجذور، إلى خشبات المسارح الكبيرة في باريس وضواحيها إضافة إلى مدن أوروبية أخرى بين حين وآخر وطبقاً للإمكانات المتاحة. وتتباهى بلعريبي بكون الفرقة تقدم في الموسم الحالي «كافالييرا روستيكانا» الذي يعتبر بشهادة الخبراء من أصعب الأعمال الأوبرالية.