سجلت أسعار صرف العملات الأوروبية والبريطانية والتركية، انخفاضا أمام الريال السعودي، في سوق الصرافة، وفقاً لما كشفه لـ"الاقتصادية" عادل الملطاني؛ شيخ الصيارفة في مكة المكرمة، مشيرا إلى أن هذا الانخفاض أثر بتراجع سوق الصرافة بشكل عام. وأوضح الملطاني، أن سعر الجنيه الاسترليني انخفض إلى 4.8 ريال عما كان عليه قبل الموسم، إذ كان يبلغ سعر صرفه داخل الأسواق السعودية 6.40 ريال، في حين نزل سعر صرف العملة الأوروبية في مقابل الريال من 5.10 إلى 4.2 ريال في هذه الأيام. فيما استبعد زيادة حجم التداول في سوق الصرافة خلال موسم الحج الجاري، متوقعا أن يشهد تراجعاً نسبياً يراوح بين 3 و 4 في المائة في موسم الحج لهذا العام، مقارنة بالموسم نفسه في العام الماضي. وأضاف، أنه لم يتعد حجم الأموال المتداولة في ذلك الموسم أكثر من 32 مليون ريال، بسبب انخفاض عدد الحجاج القادمين من الخارج إلى السعودية لهذا العام، مقدراً عدد هؤلاء الحجاج في العام الحالي بنحو 900 ألف حاج، مستدركا أن عددهم أقل من الأعوام الماضية، التي كان يصل خلالها إجمالي عدد الحجاج إلى أكثر من 1.2 مليون حاج. وحول أبرز العملات المتداولة حالياً مع بداية موسم الحج لهذا العام 1437 هـ، أوضح الملطاني أنها تتمثل في العملة البنجالية والهندية والباكستانية، نظراً لتوافد الحجاج بأعداد كبيرة من هذه الدول الثلاث خلال الأسبوعين الماضيين. وأوضح أن سعر صرف ألف "تاكا" بنجالية يساوي 46 ريالاً سعودياً، فيما يصل سعر صرف الألف روبية باكستانية لنحو 34.5 أو 35 ريالاً سعودياً، ويصل السعر العالمي لأكثر من 37 ريالاً، أما بالنسبة للروبية الهندية فيصل سعر صرفها في محال الصرافة في مكة لنحو 56 ريالا للألف روبية، ويصل سعرها العالمي خارج محال الصرافة إلى نحو 58 ريالاً. أما فيما يتعلق بالدولار الأمريكي، فقد أكد أنه لم يبدأ تداوله بعد في محال الصرافة في مكة المكرمة من قبل الحجاج، لافتاً إلى أن الدولار هو العملة المفضلة لدى جميع الحجاج من دول جنوب شرق آسيا وماليزيا، وكذلك من حجاج دول وسط وجنوب إفريقيا، إذ في العادة يحتل الدولار الصدارة، وتصل نسبة تداوله بنهاية موسم الحج في كل عام إلى 60 في المائة في أسواق الصرافة في مكة المكرمة خلال موسم الحج قياساً بالعملات الأخرى، فيما تأتي العملة الأوروبية "اليورو" في المركز الثاني بنسبة تصل إلى 30 في المائة. وفي السياق نفسه، تكدس مليون جنيه مصري في محال صرافة مكة بعد عزوف المصريين من معتمرين و مقيمين عن شرائها، ما دفع الصيارفة إلي التحفظ في شرائها. وقال الصراف عبدالله الصيرفى، إن المصريين المغادرين يفضلون تبديل الكميات المتبقية لديهم من الريال بالدولار الأمريكي للاستفادة من ثباته أمام الريال، مضيفاً أن غالبية الصيارفة يتحفظون في شراء العملة لصعوبة تصريفها، كما لجأ عدد من الصرافين لبيعها إلى شركات الصرافة في جدة بخسارة. وأفاد أن الصيارفة خفضوا الهامش الربحي مقابل بيعها، خاصة أن المؤشرات تدل على أن العملة مستمرة في التراجع وان حققت ارتفاع سيكون طفيف وربما مؤقت، لافتاً إلى أن تحويل مليون جنيه مصري يبلغ 422.2 ألف ريال. وبين، أنه بعد حالة الاستقرار على مدار أكثر من ثلاثة أسابيع في عملية العرض والطلب على تبديل الريال مقابل الجنيه المصري في السوق السوداء في مصر، وصل سعر الريال السعودي إلى 3.15 للشراء و3.25 للبيع، نظرا لارتباطه بالدولار الذي ارتفع بشكل كبير في السوق السوداء في مصر. من جهته، قال الصراف حاتم الطلوب، إن تراجع العملة المصرية سيتسبب في خسارتهم، بسبب فرق السعر بين تبديله للجنيه وقت قدومهم للمملكة وبين وقت مغادرتهم، موضحا أنه عادة ما يأخذ الزوار والمعتمرون عملات بلادهم معهم إلا في حال تراجعها أمام الريال، فإنهم يفضلون الدولار الأمريكي علی أن يخسروا، بسبب فرق السعر بين وقت قدومهم ومغادرتهم. وتوقع ارتفاع سعر الريال مقابل الجنيه المصري في السوق السوداء خلال الأيام المقبلة، بسبب ارتفاع الطلب علی الريال من الحجاج، مبيناً أن الأسواق المصرية ما زالت تعاني حالة من شح العملة بسبب الإقبال المتواصل عليها.