تتسم روح القيادة في المملكة العربية السعودية، متمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد وولي ولي العهد، بروح التسامح الفكري التي تأصلت فيهم من خلال المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن موحد المملكة الذي استطاع دمج ثقافة شرقها بغربها وجنوبها بشمالها، واستطاع تأصيل الروح الواحدة الداعمة لتكوين الدولة ورفعة الوطن. وفي الوقت الذي كانت القيادة الحكيمة بدءاً من المغفور له الملك عبدالعزيز مشغولة بتوحيد الجزيرة العربية، وتأكيدات المغفور له الملك سعود على وحدة هذا الكيان واستقراره بعد وفاة المؤسس، وقيام الملك فيصل -رحمه الله- بجعل المملكة دولة ضاربة في القوة العربية التي تضع لها القوى العالمية ألف حساب قبل اتخاذ أي قرار في الشرق الأوسط، والملك خالد -رحمه الله- الذي استقرت المملكة اقتصادياً إبان حكمه، واستطاعت أن تدخل الوضع الاقتصادي العالمي من خلال فترة الطفرة التي تواصلت بقيادة المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز الذي كان حازماً تجاه كافة القضايا المصيرية التي مرت على الخليج العربي والشرق الأوسط ومؤسساً لتلك الحقبة الزمنية التي كانت تحتاج قيادة حكيمة وسريعة في اتخاذ القرار، كما حدث مع قوات التحالف بعد غزو الجارة العراق للكويت حينها، وقيام الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله– بوضع أسس الحوار والمراكز الفكرية المؤصلة على التسامح والبناء المعرفي، الذي يتم استكماله واستحداثه من خلال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والبناء الجديد لكيان الدولة.. وهذا دليل على أن قيادات الدولة في المملكة يدعون لروح التعايش والتسامح بين المختلفين، وداعين للحوار في كافة المناطق ومدن المملكة. وفي ظل انشغال القيادات في البناء المحكم، قام بعض الدعاة مستغلين المنابر لبث سمومهم الطائفية ومحاولة التغلغل في كافة الطوائف والفرق الموجودة من كافة المذاهب لبث روح الفتنة، وقد تم زرعهم من خلال دول أجنبية وخارجية لتحاول هدم الإسلام وصورة التسامح التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكما قال سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله (استضفناهم وهذا واجب وحسنة بعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا، وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل ففيهم مدرسون وعمداء، فتحنا أمامهم أبواب المدارس وفتحنا لهم الجامعات، ولكن مع الأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأخذوا يجندون الناس وينشئون التيارات وأصبحوا ضد المملكة)، هؤلاء هم الإخوان المسلمون الذين استأمنت وجودهم المملكة فعاثوا بها فساداً من خلال المنابر التي وُجدوا بها، ومازالت المملكة رغم محاصرتهم وإغلاق كافة المنافذ عليهم، إلا أنهم يخرجون بين الحين والآخر من جحورهم في محاولة لتفكيك المجتمع والتغلغل وبث سموم التفرقة بين المواطنين. إن قيادتنا الحكيمة كانت أكثر حرصاً لكشف منابتهم وتجفيفها والحد من تحركاتهم التي أصبحوا من خلالها يضرون في البلاد ويسيئون استخدام ما تم ائتمانهم عليه، وهذا ما لن تقبله قيادتنا الحكيمة.