×
محافظة المدينة المنورة

الأمير فيصل بن سلمان يستقبل عدداً من القيادات العسكرية الجديدة بالمنطقة

صورة الخبر

العين تنظر إلى من تحب .. وتشبع رغبتها بالنظر إلى سحر الطبيعة أو ضوء القمر .. أو جمال يلوح أمامها .. أو حدث يسترعي اهتمامها .. وتحركها متعة لا تضاهى .. فتنسى ماعداه بل وتتجاهله وكأنه غير موجود .. أيضاً في إدارة الشركات فإنهم يركزون على موضوع واحد .. يأخذ اهتمامهم وتفكيرهم وتتجه عقولهم إليه .. ومعظم المدراء في الشركات أناس عاديون ليسوا عباقرة أو نوابغ.. وإذا قام أحدهم بعمل صائب فهذا توفيق الله له .. يعتمد معظم المدراء ( إن لم يكن كلهم ) على عقولهم .. ويعتبرونها الصخرة التي تسند قراراتهم .. لكن هذه العقول لها ضحايا .. نتيجة لتفاقم التقنية الحديثة التي أراحت العقول من التفكير والإبداع .. إن هذه التقنيات اُختُرِعت لتريح العقول .. ومع الممارسات بالتقنية الحديثة أصبحت معظم العقول كسولة .. كما ساهمت في تعطيل التفكير .. بل أستطيع أن أزعم أنها تآمرت عليه .. عقولنا الآن أصبحت أكثر تسرعاً في اتخاذ القرارات .. لا نعطيها الوقت الكافي للتفكير .. ودوماً نختار الحلول المريحة.. نجد دائماً مبرراً للقرار الفعلي الأول وندافع عنه بشدة .. ونبني سدوداً وقناعات لعدم إيجاد البديل الممكن لغير ما طرحناه .. وانتقل كسل العقول إلى كل شيء في حياتنا.. في غرفة نومك .. إذا سمعت صوتاً وأنت في حالة استرخاء .. يخاطبك عقلك بأن هذه حركة الأثاث وعادة تسمعها .. وجيلنا السابق علمنا على أنها تسبح الله .. وهذه النظرية مريحة ومقبولة .. نلوم أنفسنا إذا اكتشفنا غير ذلك .. ولم تعمل عقولنا على احتمالات أخرى قد تكون مكلفة .. فتآمر عقلنا مع اللص الذي عبث في بيتنا .. كثير من مدراء الشركات يعتقدون بل ويعملون على أن الأحداث مترابطة .. ولكن الأمس غيرُ غدٍ .. ومهما حاولنا التبرير والتفكير وربط الأحداث ببعضها فإننا لانرى نقاطاً صغيرة وسطية بين الأحداث لم نُعرها اهتماماً .. ماتقوم به الشركات عادة من قرارات تخضع لمعلومات .. وبحوث .. وتجارب .. وخبرات .. وما يهم المتعاملين مع الشركة من موردين وعملاء .. ومساهمين وموظفين.. الغريب في عقولنا أنه عند صدور القرار نتجادل في جدواه .. إما رفضاً أو تعديلاً أو قبولاً بتحفُّظ .. في أسرع وقت وبعد سماعه مباشرة دون أن نفكر بعقولنا ونحلل محتواه .. والنظرة التي رآها صانع القرار .. لا أعتقد أن قرارات صدرت ولم تعدل بعضها مع الزمن المتغير .. ذاك أن النقاط التي لم يزرها صانع القرار في الشركة بسيطة وخفيفة .. من لطفها لم يفكر فيها .. ومع هذا كانت سبباً في تعطيل المنفعة منه .. دعونا نفكر سوياً .. فالكل يكمل الكل .. والكل بالله .. مدراء وعاملين وعملاء ومساهمين .. فاكس: 6514860 pr@fitaihi.com.sa