احتجت جمعية إسلامية تركية على افتتاح ماخور في بينيبرغ بولاية شليزفيغ هولشتاين شمال ألمانيا، مقابل المسجد الوحيد في المدينة، وما يتضمنه من مظاهر ككشف النساء عن صدورهن من النوافذ، في وقت تعجز فيه الحكومة عن التدخل نظراً لافتقارها لسند قانوني. ويقع مقر الجمعية الإسلامية التركية وسط المدينة فيما يقع مسجدها في منطقة سكنية، يقابله من الجهة الأخرى من الشارع منزل من طابقين، لا يستعمل بأكمله بقصد السكن وإنما تعمل فيه نساء يمتهن الدعارة، بحسب صحيفة هامبورغر إبندبلات. مدير الجمعية الإسلامية يقول إنه ليس بوسعه تصور شيء كهذا أمام كنيسة أيضاً. وتشير الجمعية إلى أنه يتم جلب العاملات في دار الدعارة بسيارات الليموزين، ويسود المكان الضوضاء جراء عملهن. وتضيف الجمعية إلى إنه يمكن تصور وجود مشاهد لصدور عارية في حي سانت باولي الشهير في مدينة هامبورغ القريبة، لكن ليس في بينيبرغ المدينة الصغيرة. ولا تشتكي جمعية يني جامي من كون النساء العاملات في هذه الدار تعرضن خدماتهن على الإنترنت، لكنها تعترض على مكان هذا العرض الذي يقع على الطرف الثاني من الشارع، لذا يريدون أن ينتقلوا من المكان. وتقوم الجمعية برعاية ١٧٠ طفلاً أيضاً، ويتخوفون أن يمتنع ذووهم عن إرسال الأطفال حال بقي الوضع على ما عليه. ويأتي ما يصل إلى ٦٠٠ شخص لأداء صلاة الجمعة في المسجد. وسيكون بوسع الجمعية فعل شيء حيال ذلك اعتباراً من شهر يوليو ٢٠١٧ عندما يدخل قانون الدعارة الجديد حيز التنفيذ، الذي سينبغي بموجبه على العاملات في الدعارة تسجيل أنفسهن والخضوع بانتظام لفحص طبي، كما سيحتاج مشغلو دور الدعارة إلى رخصة عمل، بحسب تلفزيون إن دي إر الألماني العام. عمدة المدينة أورته شتاينبرغ من جهتها تريد التوسط بين الجانبين بقصد الوصول لحل، وعبرت عن دعمها للجمعية، كما لا ينوي المسلمون الانتظار حتى عام ٢٠١٧، إذ ذكرت صحيفة هامبورغر ابندبلات أنهم يجمعون تواقيع ضد هذا الوضع، كما عبر أتباع الأديان الأخرى عن دعمهم لاحتجاج جمعية يني جامي. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المتحدث باسم المدينة مارك ترامبه تأكيده، أمس الثلاثاء 9 أغسطس 2016، أنه من المعتزم إجراء محادثات بين العمدة والجمعية عن هذه القضية الأسبوع المقبل بعد اتصال هاتفي بين الطرفين. لكن لم تتواصل بعد مع القائمين مع الماخور بقصد حل الإشكال. وتقول إدارة المدينة إنه ليس هناك من سبيل قانوني للتعامل مع القضية، إذ لا توجد أي شبهة لدعارة قسرية يخولهم التدخل. وأكد ترامبه أنه لم يسبق أن كانت هناك مشاكل مع المسجد. وبعد أن أدلى بتصريحات صحفية نهاية الأسبوع امتنع مدير الجمعية شريف جفتجي عن مواصلة التعليق على القضية لوسائل الإعلام بعد تعليقات الكراهية التي انتشرت ضد المسلمين على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب الوكالة. الجمعية الإسلامية ليست الوحيدة التي تشتكي من هذا الماخور، بل يسود الاستياء بين المقيمين في الجوار، بحسب موقع فوكوس. ونقل الموقع عن إحدى الجارات وتدعى كارين بيلغر قولها إن كل الشارع ضد الماخور، معللة بأن المرء يشاهد كل شيء عبر النوافذ المفتوحة، مشددة على كل، مشيرة إلى أن المقيمين هناك لا يرون ضيراً في وجود نساء كهؤلاء، لكن يجب أن يكون نشاطهن في حدود المعقول، موضحة أن هناك دار أخرى للدعارة في المدينة لا يرى أو يسمع أحد ما يدور فيه. وعبّر صاحب محل للأدوات الموسيقية يقيم قرب المنطقة عن أسفه على وضع عائلة لاجئة لديهم ٥ أطفال يقيمون مباشرة إلى جانب الدار المذكور، مشيراً إلى أن الوضع بالنسبة لطفليه البالغين من العمر ٧ و٩ أعوام يتجاوز أيضاً القول بأنه ليس مريحاً، إذ عليهما المرور من جانب الماخور لدى الذهاب للمدرسة، ويشاهدان بالتالي النساء بملابسهن الداخلية على الباب يفتحن الباب للزبائن. المصدر: الوطن الكويتية