} على قناة TRT العربية وفي إحدى البرامج السياسية وتحت عنوان كيف تعامل إعلام العالم مع محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، كان كبير مراسلي وكالة الأناضول محمد عقل يردد أن هناك قنوات إخبارية عربية كانت مع الانقلابيين، ولم يكتف بذلك بل شتم الشعوب بالخليج كونهم لا يفقهون بالديمقراطية وإنما مشغولون بانتخابات مزايين الابل، أما قنواتهم الفضائية هي مجرد مراقص وغناء!. رغم أن عنوان الحلقة عن إعلام العالم إلا أن ضيفي البرنامج من تونس وعقل اختزلاه للأسف ببعض القنوات الخليجية، ولكن لماذا هذا الاستقصاد بهذه الصورة من مجموعة من الإعلاميين وبعض القنوات الموجهة لنا، فلو كنا منصفين ومحايدين وخصوصاً أنني عايشت هذه المرحلة عن قرب، نجد أن مثل هذه التهم والتي تُطلق جزافاً بين فترة وأخرى مصدرها للأسف ما يتم تداوله ومناقشته في وسائل التواصل الاجتماعي من الكثير من أبناء مجتمعنا، وهذا الأمر زاد بشكل كبير بالفترة الأخيرة، حتى أنني اندهشت من حواراتنا حول موضوع الانقلاب ولم أجد مثيلاً له بوسائل الإعلام التركية أو حتى وسائل تواصلهم الاجتماعية بعد استعانتي ببعض الأصدقاء لترجمة ما يحدث من مناقشاتهم. هذه الحادثة نموذج استعنت به للحديث عن خطورة تغلغل الطابور الخامس ببلدنا واستغلاله لوسائل التواصل الاجتماعي لبث رسائل عدائية وتأليب أفراد ودول علينا، فتطور مفهوم الطابور الخامس مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر أمراً مقلقاً وخطيراً، يجعل مادة الكثير من القنوات الفضائية المعادية لنا سهلة ومرتكزة على معلومات ومناقشات أتيحت لهم بسهولة، هذا غير تأثر الكثير من السذج بما تبثه هذه القنوات، فوجدت على سبيل المثال أن الكثير من إخواننا السوريين يجهلون الدور السعودي في نصرة قضيتهم ووصل البعض لديهم أن يتأثر ببعض ما تبثه الفضائيات المعادية. الأمر خطره لا يتوقف على آراء أو مواقف أو تغريدات لشخصيات تافهة أحياناً، وإنما في استغلال هؤلاء الأشخاص وبناء مواقف على آرائهم وكأنهم يمثلون المجتمع السعودي، ولو رجعنا لمرحلة يوم الانقلاب الفاشل بتركيا، لا ننكر أنه من الناحية المهنية ومواكبة الحدث باحترافية فشلت عدد من القنوات الإخبارية المعروفة، ولكن الخطر الأكبر أن تتهم بأنها مع الانقلابيين وأنها كانت فرحة به، رغم أن هذه القنوات كانت تنقل الحدث من قنوات تركية ووكالات أخبار عالمية، ودورها لم يكن إلا النقل، عكس ما تم تداوله من بعض السعوديين الموالين لغير بلدهم، وكانت حلقة قناة TRT المخصصة للإعلام العالمي مركزة على قناتين عربيتين معروفتين. الطابور الخامس النشيط في وسائل تواصلنا الاجتماعي، خطر علينا من المفترض أن ننتبه له بشكل كبير، لأن إتاحة الفرصة له أو استغلال الأعداء له سيجعل المجتمع غير مدرك للخطر المحيط من حوله، في ظل الظروف السياسية من حولنا، لذا أتمنى الانتباه لهذا الأمر بصورة جدية، فأكثر الدول حرية وديمقراطية عندما تجد الخطر عليها من الإعلام بأنواعه الجديدة أو القديمة لا تنتظر تغلغله، وإنما تجتث خطره بصورة سريعة.