تاريخ الرياضة بوجه عام قديم جدًا وارتبط في البدء بسعي الإنسان البدائي لتحسين لياقته الجسمانية لكونه عاملاً أساسيًا في قدرته على مواجهة قسوة البيئة الطبيعية وتحسين قدرته على الدفاع عن نفسه وللحصول على موارد العيش، كما ارتبطت الرياضة لاحقًا بالحضارات والديانات القديمة والأساطير (الميثولوجيا). وتنوعت الرياضة ما بين الأشكال العنيفة المرتبطة بمتطلبات الإعداد العسكري كما هو الحال لدى الحضارة الفارسية والرومانية كما تجسَّدت بشكل آخر في الحضارة العربية الإسلامية، وهناك الرياضة الروحية - التأملية التي اتسمت بها البوذية في الحضارة الهندية ولتي تدعو إلى الاهتمام بالقيم الروحية وإهمال البدن التي يعبر عنها برياضة اليوغا، وهناك الجانب الثقافي - الترويحي للرياضة التي مثلتها الحضارات الفرعونية والصينية والإغريقية التي تعود للأخيرة اجتراح فكرة الألعاب الأولمبية. السبب الرئيس لإقامة الألعاب الأولمبية في اليونان قبل 2700 سنة هو القضاء على المنازعات والحروب بين أقاليم اليونان القديمة، لذا جرى استبدال الحروب بالألعاب الرياضية التي تعقد في مدينة أولمبيا اليونانية، وقد أبرمت معاهدة سلام بين الأقاليم، وأصبحت الأولمبيات بالنسبة لهم أهم من الحرب. في عام 393م ألغى الإمبراطور الروماني سيود ويسس الألعاب الأولمبية باعتبارها تقليدًا وثنيًا يتعارض مع المسيحية. في عام 1896 أقيم أول مهرجان رياضي أولمبي في العصر الحديث في اليونان، واحتوى على 9 رياضات شارك فيها 300 رياضي من 15 دولة فقط. ولنقارن ذلك بدورة لندن الأولمبية التي عقدت في عام 2012 وشارك فيها أكثر من 10000 رياضي من 204 لجان أولمبية وحضر حفل الافتتاح زهاء 80000 متفرج وتابعه نحو مليار متفرج. وفي عام 1994 بدأت الدورة الشتوية الأولمبية منفصلة عن الدورة الصيفية حيث أقيمت لأول مرة في باريس، وبذلك أصبحت الدورة الأولمبية تقام فعليًا كل سنتين بدلاً من 4 سنوات. الرياضة بوجه عام والألعاب الأولمبية بوجه خاص لم تستطع المحافظة على حياديتها وقيمها الرياضية إزاء التجاذبات والمصالح السياسية المتنافرة من جهة والسياسات الاقتصادية - النفعية الباحثة عن الربح وتسليع كل شيء بما في ذلك الإنسان والقيم والمبادئ من جهة أخرى. بالتالي لم يعد بالإمكان الحديث عن الأولمبياد بمعزل عن البيئة السياسية - الاقتصادية وتحولاتها في العالم. دورة أولمبياد 1916 لم تعقد بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، في حين منعت دورة 1920 المنعقدة في بلجيكا مشاركة الدول المهزومة في الحرب وهي ألمانيا والنمسا وبلغاريا وتركيا والمجر، كما فضلت روسيا بعد ثورتها البلشفية عدم المشاركة نظرًا لانشغالها بأوضاعها الداخلية. أسهم موسوليني في تتويج إيطاليا بكأس العالم 1934 من خلال ترهيب اللاعبين كإجبارهم على أداء التحية الفاشية قبل بدء المباراة ولبس اللباس الذي يحمل الشعارات الفاشية. وارتبطت دورة برلين الأولمبية 1936 باسم أدولف هتلر والنازية حيث اعتبرت عنصر دعاية ووسيلة للتعبئة الجماهيرية، وإبراز تفوق الجنس الآري، ويزى لغوبلز وزير الدعاية السياسية في الحكومة النازية قوله إن «الفوز في مباراة رئيسة أهم من احتلال مدينة» بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية ألغيت دورتي 1940 1944، واختيرت لندن لدورة 1948 ومنعت فيها ألمانيا واليابان وإيطاليا من المشاركة. في حين تزامنت دورة هلسنكي عام 1952 مع ظهور بدايات الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بزعامة الولايات المتحدة والشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي، التي وجدت انعكاساتها الحادة على الصعيد الرياضي، بما في ذلك المقاطعة المتبادلة وذلك على مدى عقود، وانتهت بتفكك الاتحاد السوفيتي ومعسكره، غير أنها عادت بقوة من جديد بين روسيا بوتين والغرب.. للحديث صلة..