جنيف وكالات بدأت الجولة الثانية من محادثات السلام السورية أمس الإثنين في جنيف بتبادل المعارضة والنظام الاتهامات حول من يقف وراء أعمال العنف الدامية الأخيرة، ما اعتُبِر انطلاقةً محبطة لثاني محطات «جنيف- 2». وعقد مبعوث الأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، اجتماعات مغلقة منفصلة مع وفدين يمثلان النظام السوري والمعارضة. وفي إشارةٍ واضحة إلى عدم إحراز تقدم، ألغى الإبراهيمي مؤتمراً صحفياً كان مقررا بعد ظهر أمس. وبعد جلسة واحدة، ندد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، بما تردد عن وقوع مجزرة لمدنيين من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد عندما اقتحم مقاتلون معارضون قرية معان التي تقع بوسط البلاد أمس الأول الأحد. وذكر المقداد للصحفيين أن «عدد الذين قُتِلُوا الأحد من قِبَل الجماعات الإرهابية أكثر من 50»، مضيفاً أن أربعة أشخاص معاقين ذُبِحُوا كالخراف. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن 21 مدنياً قُتِلُوا في معان بالإضافة إلى 20 رجلاً من مليشيات موالية للحكومة. واعتبر المقداد أن الهجوم أظهر أن هناك حاجة لأن تركز المحادثات على محاربة «الإرهاب»، وهو مصطلح غالباً ما يستخدمه النظام لوصف قتال المعارضة المستمر منذ ثلاث سنوات للإطاحة بالأسد من السلطة. وفي وقتٍ سابق، أعلن المتحدث باسم المعارضة، لؤي الصافي، أن وفده قدم للإبراهيمي تقريراً يقع في ألف صفحة عن أعمال العنف التي ترتكبها قوات النظام. وفي سياقٍ متصل، ذكر بيان للأمم المتحدة أن الإبراهيمي سيعقد محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، ووكيلة وزير الخارجية الأمريكية، ويندي شيرمان، في جنيف يوم الجمعة المقبل. وفيما يتعلق بأزمة سجن حلب، أعلنت السلطات السورية أمس مقتل 20 معتقلاً في سجن حلب المركزي شمال البلاد، جراء «نقص الغذاء والدواء»، متهمة مقاتلي المعارضة المناهضين لنظام بشار الأسد بقتلهم. ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن محافظ حلب، محمد وحيد عقاد، قوله إن «إرهابيين» منعوا الهلال الأحمر العربي السوري من إدخال الدواء والطعام إلى سجن حلب المركزي لليوم الرابع على التوالي ما أدى إلى وفاة 20 سجيناً «جراء نقص الغذاء والدواء». وكانت مصادر معارضة تحدثت أمس الأول عن أن 20 معتقلا في سجن حلب المركزي توفوا بسبب نقص الماء والطعام وانتشار الأمراض. وتدور اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة منذ أيام على أطراف سجن حلب المركزي وسط انقطاع المواد الغذائية عن السجن، في محاولة من قوات المعارضة للسيطرة على السجن. وفي روما، دعا رئيس برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية إرثارين كازين، إلى وصول آمن لعمال المساعدات الإنسانية الذين يكافحون لتقديم «المواد الغذائية والطبية وغيرها من الضروريات» لبلدة حمص القديمة المحاصرة. وأكد كازين، الذي يطعم برنامجه 4.25 مليون سوري، أن حمص «مجرد واحدة من بين 40 مجتمعاً محاصراً»، محذراً من أن 250 ألف شخص في البلاد «قُطِعَت عنهم المساعدات الإنسانية لشهور». بدورها، أدانت منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة، فاليري أموس، قصف أول قافلة إغاثة تدخل حمص، وقالت «أشعر بخيبة أمل كبيرة جراء خرق وقف إطلاق النار ومهاجمة موظفي الإغاثة عن عمد». وبشكلٍ منفصل، أفادت المنظمة الدولية لمراقبة الأسلحة الكيميائية بأنه تم شحن دفعة ثالثة من مواد الأسلحة الكيميائية من سوريا على متن سفينة نرويجية ترافقها قطع بحرية متعددة الجنسيات. وكشفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في نهاية الشهر المنصرم أن أقل من 5 % من الـ 700 طن من الأسلحة الكيميائية الأكثر خطورة سيتم إزالتها من سوريا بحلول الخامس من فبراير.