×
محافظة المنطقة الشرقية

هبوط في طريق الملك خالد

صورة الخبر

صدر كتاب "فنان الكويت عبدالله فضالة، أحد أبرز رواد الحركة الغنائية الكويتية" للكاتب صالح الغريب، مدير تحرير مجلة "عالم الفن"، الذي أرَّخ للمسرح والفنون الغنائية، وله إصدارات عن الحركة المسرحية في الكويت، وفي دول مجلس التعاون، وله كتب عن الفنان يوسف الدوخي، وفاضل مقامس (عاشق التراث)، و"حمد الرجيب" مع الكاتب عبدالعزيز السريع، وله أنشطة في الإذاعة والتلفزيون. * * * لقي عبدالله فضالة الحب والتقدير من أهل البحرين، فعُين رئيساً لقسم الموسيقى بإذاعة البحرين في أوائل الستينيات، واستُدعى للعمل في إذاعة الكويت، فاشترط أن يُميز عن غيره من المطربين، بألا يذكر اسمه إلاّ بلقب "الأستاذ"، وكان له ما اشترط وأوردتُ سيرته يوماً في أحد البرامج فقلت في تعريفي "الفنان الكبير عبدالله فضالة"، وكان هو في البحرين يستمع لإذاعة الكويت، فاتصل بالمراقب العام حمد المؤمن غاضباً، كيف ذكرت أنا اسمه بالفنان دون لقب "الأستاذ"، وكان البرنامج على الهواء، فحضر الأستاذ حمد ليبلغني عن اتصال عبدالله فضالة، ولما انتهت الأغنية عدتُ إلى حديثي على الهواء، فذكرتُ الاسم هكذا: الأستاذ الفنان، ولما عاد إلى الكويت طلبني فعاتب وشكر. * * * قال د. يعقوب الغنيم في كتابه القيّم (الأغاني في الذات الشعبي الكويتي) ط/2000 أثناء تعريفه للفنان: إنه عبدالله بن رحمه السّليطي، وأسرته عريقة في قطر، وفي المجتمع الكويتي منهم من اكتفى بلقب الفضالة، ومنهم من أبقى على لقب السليطي، ولما ظهر ورث كبير من أسرتهم الكبيرة في قطر ورث من يحمل اللقب وحرم من اكتفى بالفضالة، كما حدث لعبدالله فضالة وأسرته، ولم تنفع محاولة الشهود. * * * كان عبدالله الفضالة يشارك في أعمال الغوص، ويركب الدراجة الهوائية، رغم إعاقته في البصر، ولم ينعزل في حياته الخاصة انعزال المكتئب، كما قال د. يعقوب الغنيم. وكان شاعراً وملحناً ومطرباً، سجل 500 أغنية تقريباً، وغنى أنواعاً عديدة من الأغاني الوطنية، وغنى للشاعر حمود ناصر البدر على جرّة الهلالي ومطلعها: يا بوفهد ويلاه من تيه الراي من علةٍ ما فاد فيها التداوي يا ويل قلبي من الهوى منه بلواي وا حسرتي يا ليت ماني هواوي وغنى فضالة الصوت، كما غنى السامري، والغناء الحواري، منها المحاورة بين السمر والبيض: هات يا قلبي عليهم هات السمر والبيض جَني مجبلات وله أغنية العجائز.. الآن الشباب في الإذاعة لا يعرفون هذه الفنون حتى يظهروها للمستمعين ويسند التنسيق إلى موظفين وافدين لا يعرفون فنون الغناء الكويتي.. ولفضالة أغنية فاقت أغاني السّامري: ألا يا أهل الهوى واعزتا لي حبيب الرُّوح مكَّني صوابه.. * * * ورغم حالة فضالة البصرية، وحالة الفقر وصعوبة المواصلات، روي محمود الكويتي لمجلة عالم الفن، قائلاً: كنا ثلاثة؛ أنا وعبداللطيف الكويتي وعبدالله فضالة، وكان في أيامنا الفنانان داود وصالح الكويتي يعزفان على العود والكمان، قمنا نحن الثلاثة برحلات إلى الهند وبلاد عربية، منها العراق ومصر في عامي 1927، 1928. وسجل عبدالله فضالة في القاهرة لشركة بيضافون في 1929 و1930 أغنيات هي "لهيب النار"، و"شدو الضَّعاين" "وان هنداً يرقُ منها المحيا". وسجل فضالة على اسطوانات حجرية في البحرين، وسجل في الكويت لطه فون "مّر بي واحترش" و"لولا النسيم" و"أيا معشر العشاق". الفنان عبدالله فضالة لما عرف أن جميع المغنين في الخليج لا يلتزمون بالقواعد النحوية أخذ يسألنا في الإذاعة عن النطق الصحيح حتى غنى أمهات القصائد الفصحى، وأجاد لفظها، حتى فاق الأقدمين والمحدثين. رحم الله عبدالله فضالة، وشكراً للكاتب صالح الغريب.