رحبت موسكو بإعلان أنقرة استعدادها للتعاون في عمليات مشتركة ضد تنظيم «داعش» شمال سورية قرب حدود تركيا، في وقت أشارت واشنطن الى أنها ترحب بالتعاون إذا كان هدفه قتال «داعش». وأعلن ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، أن موسكو ترحب بإعلان وزير أنقرة عن استعداد بلاده لبحث عمليات مشتركة مع روسيا ضد تنظيم «داعش». وقال بوغدانوف لوكالة تاس الروسية: «بالطبع، تركيا شريك مهم جداً، وإذا كانت لديهم (الأتراك) هذه التوجهات فلا يسعنا سوى أن نرحب بما قاله (وزير الخارجية مولود) جاويش أوغلو. وباعتقادي، فإن ذلك جاء نتيجة لاتصالات أجريناها مع شركائنا الأتراك على المستوى الأعلى وعلى مستويات أخرى. وأعتقد أنه إعلان مهم جداً». وكان جاويش أوغلو قال في حديث لقناة «ان تي في» الخاصة: «سنبحث في كافة التفاصيل. لطالما دعونا روسيا الى تنفيذ عمليات ضد داعش... عدونا المشترك (...) الاقتراح ما زال مطروحاً». ويحرك بذلك اقتراحاً لأنقرة قبل الأزمة مع موسكو، إثر إسقاط سلاح الجو التركي في نهاية 2015 طائرة روسية فوق الحدود التركية- السورية. وقام الرئيس رجب طيب أردوغان هذا الأسبوع بزيارة لروسيا أعادت العلاقات الى مسارها حتى وإن اعتبر نظيره فلاديمير بوتين أن إحياء التعاون والعلاقات الاقتصادية بين البلدين يحتاج الى «عمل شاق». وسورية من الملفات الكبرى التي لا تتفق عليها أنقرة وموسكو اذ تدعم روسيا عسكرياً الرئيس بشار الأسد الذي تطالب أنقرة بتنحيه. وأضاف جاويش اوغلو أن «نظاماً يذبح (مئات آلاف) الأشخاص ينبغي ألا يقود البلاد، لكننا لا نستطيع أن نتجاهل حوارنا مع روسيا لمجرد اننا لا نتفق في شأن الأسد». وتابع «فلنحارب معاً تنظيم داعش الإرهابي للقضاء عليه في أقرب فرصة» لكي لا يتمدد «مثل وباء» في سورية ودول أخرى. وفي هذا السياق، رحبت الولايات المتحدة بهذا التعاون بين البلدين، رغم اختلافهما حيال النزاع السوري. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية اليزابيت ترودو: «ما زلنا على اتصال وثيق مع حلفائنا الأتراك وشركائنا في محاربة داعش. العمل ضد تنظيم داعش أولية لكل منا. وإذا كان الأمر (التعاون) هو خطوة فعلية في هذا الاتجاه، فنحن نرحب به». وأضافت: «كنا واضحين جداً: إذا ما أرادت روسيا محاربة تنظيم داعش كما سبق وقالت، فنحن ندعم ذلك». وتعرضت تركيا لانتقاد حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لعدم تصديها للمتطرفين حتى وضعت أنقرة العام الفائت قاعدة انجرليك في جنوب البلاد في تصرف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن ضربات في سورية. وشنت تركيا بدورها ضربات ولكن محدودة ضد المتطرفين قبل أن توقفها بعد إسقاط الطائرة الروسية. وكلف الوفد التركي الذي يزور روسيا البدء بتطبيق القرارات التي اتخذها اردوغان وبوتين الثلثاء. وأوضح جاويش اوغلو أن تعزيز التعاون بين تركيا وروسيا سيتيح تجنب أزمات مثل تلك التي نشأت من إسقاط المقاتلة الروسية. وقال «لتفادي تكرار ذلك، علينا أن ننفذ آلية التضامن والتعاون بيننا، بما في ذلك تقاسم المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب». وأكد وجوب أن تتوافر للرئيسين اردوغان وبوتين وقائدي الجيشين وسائل تواصل مباشر في الوقت المناسب.