×
محافظة المنطقة الشرقية

باكستان.. مقتل 16 شخصاً إثر سقوط حافلة في واد

صورة الخبر

جاء تنوع برامج وفعاليات الجدول الثقافي «سوق عكاظ» هذا العام ناجحا بكل المقاييس في شمولية الملتقيات المعرفية والحوارات والندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والفنون التشكيلية وعدم التركيز على فنّ أدبي واحد.. هذا الزخم من التنوع الثقافي هدف إلى تعزيز أسس تطوير القطاع الثقافي للمهرجان. «الجسر الثقافي» التقى مجموعة من المثقفين اعتبروا أن هذا التناغم بين الشعر والسرد والخط العربي مع التصوير الضوئي والتشكيلي وغيرها.. كل ذلك شكل نموذجا فريدا لتنامي الإبداع الذي أوجده نشاط المهرجان والذى كان علامة لافتة في مشهدنا الثقافي.. تنوع معرفي يستهل الحديث الناقد محمد عطا الله قائلا: «يمثل سوق عكاظ معلما من معالم الثقافة ليس في المملكة فحسب بل في العالم العربي بأسره، وبحكم عملي في جامعة الطائف شهدت ولادة هذا المنجز الثقافى وأخذ الوليد ينمو عاما بعد عام حتى استوى واشتد ليعجب المثقفين، وبدا عكاظ في عامه العاشر عملاقا فقد تنوعت موضوعاته وتعددت، فحوت الريادة المعرفية وتجارب الكتاب وحماية الخصوصية لوسائل التواصل الاجتماعي. ويكمل عطا الله: «وهذا التنوع المعرفى والزخم الثقافي يسهم إسهاما فعالا في تطوير المشروع الثقافى لمهرجان سوق عكاظ.. وهذا المنجز رباط زمنى بين ماضي الأمة وحاضرها وهو أيضا استشراف المستقبل وحفاظ على الهوية مما يكون له الأثر الأكبر في نجاح هذا المشروع الثقافي». وبين عكاظ الأمس واليوم قال: «سوق عكاظ فى الماضي أعلى من الشعر ديوان العرب فكان ابن بيئته وابن ثقافته أما عكاظ اليوم ابن عصره فواكب التنوع الثقافي والتنوع المعرفي وإن كانت وسائل النقل في الجاهلية جعلت عكاظ مقصورا على قبائل الجزيرة العربية إلا نادرا، أما الطفرة الهائلة في وسائل النقل في عصرنا فقد أدت إلى انفتاح سوق عكاظ على العالم العربي بل تجاوز الأمر الوطن العربي ومد حباله لتصل إلى الصين وفرنسا وهذه المثاقفة تطوير للمشروع ولقاء سمو الأمير خالد الفيصل ضيوف عكاظ والشباب يصب في مجرى نهر عكاظ المتدفق فإذا استمر النهر في تدفقه وضخت فيه مياه جديدة فسوف يتجاوز سوق عكاظ المحلية ويكون في طريقه نحو العالمية إن شاء الله». الهوية العربية ويرى الشاعر محمد حبيبي أن البرنامج الثقافي يستقطب اهتمام مختلف الشرائح ومن ضمنها الهوية العربية في زمن انفتاح وسائل التواصل والإعلام قائلا: «حينما نتحدث عن مهرجان سوق عكاظ فإننا نستحضر ثقلا تاريخيا ضارب العمق في مكوننا الأدبي والثقافي العربي؛ عليه فإن تطور برامج وفعاليات سوق عكاظ من دورة لأخرى أمر يبعث على السرور بأن تصل برامج السوق في تطويرها ومراجعتها المستمرة لأن تكون أهم التظاهرات الثقافية العربية قاطبة، كما كان الحال عليه في الماضي؛ لذلك فكل ما يطرح من برامج وفعاليات تستقطب اهتمام مختلف الشرائح ومن ضمنها الهوية العربية في زمن انفتاح وسائل التواصل والإعلام وغيرها من المحاور يحفز على أن يحقق السوق من خلال منظومة برامجه الأهداف المتوخاة من ذلك باستعادة السوق لمكانه الطليعي لدى النخب العربية المثقفة؛ وبأن يكون خير رافد للسياحة الثقافية التي تتواءم مع تطلعات رؤية وطننا المستقبلية رؤية 2030». صبغة ثقافية وأكد الشاعر الكويتي رجاء جاسم القحطاني نجاح مهرجان سوق عكاظ كونه لم تغلب عليه الصبغة الثقافية وهذا ما يجعل مهرجان سوق عكاظ مغايراً بامتياز قائلا: ربما أكثر ما يميز مهرجان سوق عكاظ هو التنوع في فعالياته وأنشطته إذ تجتمع المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية في فعالية واحدة فهي تخدم عامة المواطنين والسياح في الحراك التجاري والإقبال على شراء السلع وكذلك تساهم فعاليات المهرجان في طرح الرؤى الاقتصادية من خلال ندوات تستضيف متخصصين في هذا الحقل، بالإضافة إلى إثراء الجانب الثقافي من خلال الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية. وليس غريبا أن ينتبه منظمو المهرجان إلى أهمية التنوع في الأنشطة بحكم أن الطائف من أبرز المناطق السياحية في المملكة وهذا التوجه مناسب جدا لها. وعلى حد علمي لم أر مهرجانا يتسم بالصبغة الثقافية يتضمن تلك الفعاليات المتنوعة فهي لم تقتصر على الجانب الثقافي فقط، وهذا ما يجعل مهرجان سوق عكاظ مغايراً بامتياز. تناغم إبداعي ويؤكد الروائي مقبول العلوي على تطور السوق مطالبا بدخول القطاع الخاص في تمويله وتأسيس بنية قوية للاجيال القادمة قائلا: لنتفق أولا على مدى أهمية هذا السوق العربي الشهير على المستوى الثقافي، فمنذ عصر الجاهلية وحتى يومنا هذا وهو يعتبر حاضنا لأهم جنس أدبي وهو الشعر فمن هنا انطلقت المعلقات العشر الشهيرة حتى وصلت لأستار الكعبة معلقة هناك لسبب جوهري هو جودتها ورسوخها في عقول الناس وحفظت لهذا السبب حتى وصلت لجيلنا الحالي وستبقى للأجيال القادمة بإذن الله تعالى. في هذه الدورة بالذات، الدورة العاشرة، نجد الكثير من التناغمات الرائعة، فنرى الشعر يتناغم مع السرد، ويتماهى الخط العربي مع التصوير الصوئي والتشكيلي وكلها تشكل عجينة فريدة من نوعها اسمها الإبداع، ويتابع العلوي: ولو نظرنا للجانب الإثرائي المهم ألا وهو هذا الزخم من الندوات والمسرح المفتوح في الهواء الطلق حيث يمكنك الاستماع لشعر عروة بن الورد والشنفرى وغيرهم من فطاحلة الشعر العربي الكلاسيكي والذي لا يزال يحتفظ برونقه حتى الآن هذا التنوع الفريد يَصْب في نهاية الأمر في سبيل إثراء السوق. عكاظ الحاضر الروائية والشاعرة تهاني حسن الصبيح عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي والمشاركة في الأمسيات الشعرية قالت: نشأ سوق عكاظ متنوعاً فكان يسمح لكافة الشعراء على اختلاف قبائلهم وسيرهم وأجناسهم من ذكور وإناث بإنشاد الشعر والمساهمة في تحكيم الأبلغ والأجمل منه، وما زال عكاظ الحاضر يحمل ذات السمة والتطوير الحقيقي في نظري والذي يقوم به عكاظ كل عام هو الركوب بقارب محكم على كل أمواج الأدب وتجربة تياراتها المختلفة وإشباع نهم المتلقي منها وعدم التركيز على فنّ أدبي واحد.