في ديوانية محدودة الرواد ضاق صديقي ذرعا بما يراه وبما يعيشه، فبدأ الأمر بشرارة الرياضي، ولأنه لاعب سابق للعبة فردية ومدرب حالي لم يستلم راتبه من 9 شهور حتى الآن، ومع الحديث عن الإيقاف الدولي لكل الألعاب واللعب تحت العلم الأولمبي في أولمبياد ريو، كان الانفجار الذي لا بد منه، فتحدث عن دور أحمد الفهد وحسين المسلم فيما يحدث للرياضة، كان حزينا وغاضبا لأن الإعلام بشتى أنواعه لا يتحدث بالأسماء ويشير بالعموميات، الجميع يخشى أن يتحدث ومن لا يخشى أن يتحدث أصابه الملل واليأس. عقّب كلامه بسعادته كونه كان جزءاً من قائمة الوسط الديمقراطي، فيقول على الرغم من قلة الأصوات التي كنا نتحصل عليها فإننا ما زلنا نسير على الطريق نفسه، ولم ننخرط بصراعات هامشية، ولم ننحز لطرف لأجل ماله أو نفوذه، كان حديثه جميلا، لكنه قطعه بتوجيه نقد لاذع لمقالاتي: "حتى أنت ما تعجبني مقالاتك"، يعتقد أنها لا تذكر الشخص باسمه، تشير إليه بالإصبع الذي لا يكاد يلامس الجرح. لكن... أين الجرح؟ ومن المتسبب فيه؟ نعيش بين أضلاع مثلث ثلاثة تتمثل بحكومة وشعب ومجلس أمة، تغطي الحكومات عادة على فسادها بأن تعرض جزءاً من هذا الفساد على النواب، فيقف النواب في صف الحكومة. يضيق الشعب ذرعا بهذا الفساد، فلا يحصل على حقوقه ولا مكتسباته فيلجأ "للواسطة" وفي أحيان أخرى يكسر القانون من أجل قطعة أكبر من الكيكة. تتكون الحكومة مما يقارب 300 ألف موظف كويتي يعملون فيها بين صغير يمرر معاملات دون موعد وكبير يمرر معاملات تخالف القانون، وعلى رأسها الوزراء الذين تغيروا بالعشرات بسبب ودون سبب، تارة بسبب طائفية بعض النواب أو عنصريتهم التي تنجحهم في الانتخابات مجددا عن طريق الشعب، وتارة بسبب تطبيق القانون على أحد النواب أو أقاربه، ولم تغير الحكومة نهجها رغم تناوب أربعة رؤساء على المنصب خلال 16 سنة مضت. أين الخلل؟ الخلل فينا جميعا؟ أم في أشخاص معينين يتحملون جلّ الخطأ؟ أم أن الخلل في مكان كلنا نخشى أن نشير إليه كما كان يقول المرحوم أحمد الربعي؟ الأسئلة الجيدة هي التي تأتي بإجابات جيدة، ونصف العلم حسن السؤال كما يقال، لكن أعتقد أن السؤال الأكثر جدارة يا صديقي هو: ماذا سنفعل لو عرفنا أين الخلل ومواطن الفساد؟