×
محافظة المنطقة الشرقية

أدريان: الشارقة يضم العديد من المواهب الواعدة

صورة الخبر

يمكــن أن تــكون صفـاء حــجــازي، رئـيــسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، على حق بقرارها الجديد الذي يلزم ثماني مذيعات ضرورة التقيد بشكل لائق من أجل الظهور على الشاشة الصغيرة. الكل يعرف أن التلفزيون المعاصر تحول الى صناعة كاملة تبدأ من أدق التفاصيل ولا تنتهي عند أي منها. لا بل إن انفتاح العالم على هذه الصناعة تحديداً، جعل من عقد المقارنات المهنية والحرفية أقرب بكثير مما قد يتصوّر بعضهم، لا سيما أنها كانت حتى وقت قريب أسيرة التلفزيونات الحكومية والمحسوبيات التي لا ترحم حين تحوّلت في عهدها الى صناعة أنظمة وبرامج شمولية لها حساباتها التي تتجاوز الشكل والمضمون معاً. هل قلنا الشكل والمضمون؟ نعم، قد يطاول قرار حجازي هنا الشكل فقط. لا بل من المؤكد أنه لن يتجاوزه، وفي أحسن الحالات قد يمر مرور الكرام، ويمكن القفز عنه بحسابات أخرى. ليست مشاكل «ماسبيرو» محصورة بثماني مذيعات نسين مع الوقت الانتباه الى أوزانهن الزائدة، وربما المظهر في اللباس والميك - آب. هناك مشاكل أكثر استعصاء من هذه العقبة التي يمكن معالجتها بشيء من الحكمة والروية للوصول الى سياسة تلفزيونية تنهل من معطيات الحداثة والتطور من دون ليّْ عنق الفكرة الأساسية التي يندرج فيها مفهوم التطوير والتحديث والتجديد. بالتأكيد، ورث التلفزيون المصري إرثاً ثقيلاً متراكماً من حيث الوزن والأحجام ما يفوق أوزان مذيعاته ومذيعيه، عبر العقود الماضية، هذا إن جازت المقارنة بهذه الطريقة، لكنّ سُبل تحريره من معيقات تجدده وتطويره لا تكمن هنا بالضرورة. إن قراءة متبصرة في أحوال الشكل على حساب المضمون قد ترهق كثيراً حتى في زمن الصورة التي لم تعد تقبل المراهنة على شيء سواها وهي تلهث للتساوي مع صور شبيهة في مختلف أنحاء المعمورة، بما يشبه أو يؤكد توحيد المظاهر الجماعية التي لا يمكن أن تقود إلا في اتجاه واحد حكى عنه كثر، وفي مقدمهم علماء الاجتماع، وهم قد حذروا من مغبة انتصار الشكل على حساب المضمون – جماعياً – لأن النتائج عادة ما تكون مؤسية، وقد تقود نحو مزالق اجتماعية ليس هنا مجال الحديث عنها. سياسة «دايت» التي تطلقها رئيسة الاتحاد يمكنها أن تطاول أيضاً كل البنى والمفاهيم التي ترهلت في مبنى «ماسبيرو»، ليس بصفته كتلة صماء من الحجارة ترقد على ضفة نهر النيل، وتسرح بعيداً باسم عالم الآثار الفرنسي غاستون ماسبيرو الذي كان رئيساً لهيئة الآثار المصرية. بل في الروح التي ينتسب إليها اللقب والعنوان.