×
محافظة المنطقة الشرقية

الإيكونوميست: السيسي سحق المجتمع المدني وانشغل بمشروعات كبرى بلا فائدة لتعزّيز صورته

صورة الخبر

ربما البعض لن تعنيهم هذه الحكاية التي سوف أرويها كما سمعتها على لسان أحد المواطنين إلا أنها قد أضحكتني وجعلتني أتوقف أمامها لربما استخلص منها فلسفة نحن بحاجة لها بعد الإحباطات التى يرى فيها الفرد أنها انتهاكات للحريات الخاصة للفرد. ومن ضمن هذه القرارات (هو رفع قيمة الوقود والكهرباء والسلع وبالذات غرامات المرور المتشددة في بعض الأحيان! والتي تصل غراماتها الى الف دينار، إن لم يصاحبها سجن في بعض الأحيان اذا كانت السرعة مفرطة! الحكاية كما يرويها لي صاحبي أنه في أحد الأيام كان يسير في احد الشوارع العامة رن تليفونه وعندما شاهد رقم المتصل وهو يعرفه، ومن جهة مهمة في البلد لم يستطع تجاهله واخذ يسايره في الحديث عن شخصية مهمة لها علاقة بمقابلته في القريب العاجل! وفي أثناء الحديث استوقفه رجل المرور وطلب منه التوقف وبعد الترحيب والاحترام قال رجل المرور سيدي لقد ارتكبت مخالفة مرورية بحديثك في التليفون وعليك أن تدفع غرامة بسبب ذلك! يقول صاحبي لقد حاولت ان افهمه ان المكالمة كانت مهمة، ومن جهة مهمة، واذا لم تصدقني فامسك بالتليفون وتأكد بنفسك من الجهة التى تحدثت معها! فرد علي بأدب وقال هذه ليست من مسؤلياتي واعذرني على ذلك ! إلا انه حاول ان ينتشلني من غضبي، وان يعيدني الى هدوئي قائلاً: صحيح ان الغرامة هي خمسون دينارًا، إلا انك تستطيع ان تدفع نصفها اذا لم يمر عليها اسبوع من هذا اليوم وانني سوف ادخلها في جهاز الحاسوب الذى يتصل بالادارة! عندها اقتنعت بثقته وبعرضه وأن ادفع نصف قيمة المخالفة في اليوم الثاني وعندما توجهت الى ادارة المرور لدفع الغرامة لم اجد هناك ما يشير الى المخالفة! ذهبت في اليوم الثاني فلم اجد اسمي عندها ساورني الشكوك بأن الرجل لم يرسل المخالفة الى الجهاز وسوف ينتهي الأسبوع وسوف ادفع الخمسين دينارًا الذى قال عنها، ولأن المبلغ بالنسبة لي ليس هينًا، وكبيرًا بالنسبة لي اصررت على ان ادفع المبلغ قبل فوات الوقت فذهبت الى من كنت اعرفهم من الموظفين، راجيًا ان يساعدوني وإنقاذي من هذه الورطة. وبعد عناء وجدت من يتفهمني وساعدني في حل معضلتي (بعد حب خشوم وترج) وبعد ان دفعت الغرامة احسست بشعور الرضى، والاطمئنان! بعد أن أنهى صاحبي قصته ساورني شعور رجل المرور بأنه لم يكن صادقًا وأراد تغريمه خمسين دينارا! وشعور آخر نحو الادارة انها استطاعت ان تغرم المواطن على مخالفته وهو يضحك وكأنه هو من ضحك عليهم ودفع نصف المبلغ! وهذه فلسفة يجب الاشادة بها ومن كان خلفها ادارة المرور.