د. عبدالعظيم محمود حنفي تحت عنوان رئيسي : 20 سنة ل: شراكة للمستقبل عبر الاتصال ، عقدت القمة الآسيوية الأوروبية أسيم دورتها الحادية عشرة، التي حضرتها ثلاث وخمسين دولة ومنظمة. في أولان باتور عاصمة منغوليا للمرة الأولى، وقد تم تأسيس ذلك المؤتمر الآسيوي الأوروبي في عام 1996،. وهو بمثابة آلية استشارية تهدف لتعزيز التعاون بين آسيا وأوروبا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومجالات أخرى. وتعقد القمة كل سنتين، وكانت آخر قمة قد عقدت في إيطاليا في عام 2014. وتتألف قمة (أسيم) من 51 دولة عضوة ومنظمتين إقليميتين هما الاتحاد الأوروبي وسكرتارية رابطة دول جنوب شرق آسيا. وحتى عام 2015 مثلت المجموعة 63% من سكان العالم و58% من الناتج المحلي الإجمالي. وقد حصلت على مزيد من الاهتمام الدولي نتيجة للمتغيرات الإقليمية والدولية التي سبقت أو صاحبت المؤتمر. بعد قرار بريطانيا خامس أكبر قوة اقتصادية في العالم، الخروج من الاتحاد الأوربي. وبما أن الاقتصاد الكوري يعتمد اعتماداً شبه كامل على العالم الخارجي، وبريطانيا جزء مهم من العالم الخارجي، بدليل التأثيرات الفورية للخروج حيث اختفى حوالي تريليوني دولار من الأسواق العالمية في يوم واحد فقط. الين الياباني الذي يعتبر بديلاً آمناً حقق مكاسب في السعر مقابل الدولار، لكن ذلك أحدث شكلاً من الاضطراب بصورة عامة في أسواق العملات الأجنبية حول العالم.. وبسبب تعرض الكثير من المستثمرين الأجانب لمخاطر متزايدة فقد بدأت رؤوس الأموال الأجنبية في الهرب من الأسواق الناشئة. أيضاً شهدت أغلب البورصات العالمية اهتزازات كبيرة، حيث هبطت بورصة نيويورك بما بين 3 إلى 4%، وأغلقت البورصات اليابانية والأوروبية بعد أن تعرضت لخسائر وصلت إلى 8% تقريباً. وفي كوريا، انخفضت قيمة الوون انخفاضاً حاداً بلغ حوالي 30 وون أمام الدولار.. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن الاقتصاد البريطاني قد يتسبب في إحداث هزة اقتصادية عالمية كبرى، ويقول المراقبون إن المشكلة الأكبر قد تكون في التداعيات والآثار اللاحقة التي قد يتعرض لها النظام الاقتصادي العالمي برمته. بالإضافة إلى ذلك، هناك قضايا ملحة يتم بحثها في القمة، في مقدمتها قرار محكمة التحكيم الدولية ضد حقوق الصين في بحر الصين الجنوبي علما بأن الصين أصرت على ألا تناقش القمة تلك القضية. وقرار كوريا الجنوبية والولايات المتحدة نشر نظام ثاد للدفاع الجوي الصاروخي في شبه الجزيرة الكورية. وقد ركز العديد من القادة المشاركين على ضرورة أن تزداد فعالية القمة بمثابة منصة لتعزيز التعاون الاقتصادي العالمي، باعتبار أن نمو الاقتصاد العالمي ظل يتماشى مع انتشار التجارة الحرة. وإن التجارة الحرة ظلت تسهم في تقليل الفجوة الانمائية بين الدول من خلال تقديم الفرص للنمو إلى الدول الناشئة، وأهمية زيادة حجم التبادل التجاري عن طريق التجارة الحرة لتحقيق النمو المستمر للاقتصاد العالمي. وقد افتتح قادة الدول المشاركة في اجتماع آسيا - أوروبا بصلاة صامتة على أرواح ضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية ما فرض إجراءات مكافحة الإرهاب في صدارة الاجتماع. إن قمة أسيم توفر مكانا لنقاش متعمق حول سلسلة من القضايا الإقليمية والدولية.