فيما يتعلق بالانطباعات والأفكار الخاطئة المعممة عن الإسلام لدى الغرب بشكل خاص، هناك ما يسهل وما يصعب فعله لتغيير تلك الأفكار والانطباعات الخاطئة، وأهم وفي نفس الوقت أسهل ما يمكن فعله لتغيير أبرز فكرة خاطئة لدى الغرب عن الإسلام يتعلق بالزعم بأن المسلمين وثنيون ويعبدون القمر؛ بسبب تبنيهم للهلال كرمز على مساجدهم، ولكون آلهة العرب بالجاهلية قبل الإسلام كانت آلهة القمر، وهذا الانطباع الخاطئ منتشر لدى الغرب، لدرجة أن هناك صفحة خاصة على الموسوعة العالمية المفتوحة في الإنترنت (ويكيبيديا ــ wikipedia)، بعنوان (Allah as Moon-god ــ الله باعتباره القمر الإله)، وتذكر فيه شيوع الاعتقاد لدى الغربيين والكتاب المسيحيين بشكل خاص وقادة الكنيسة المسيحية بأمريكا أن المسلمين يعبدون القمر، وتذكر نتيجة استطلاع للرأي قام به مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية يقول بأنه 10% من الأمريكيين يعتقدون أن المسلمين وثنيون؛ لأنهم يعبدون القمر كإله. ومن جهة أخرى، عندما يحاول المسلمون تصحيح هذا الاعتقاد لدى المسيحيين ويسألهم المحاور عن الجانب المسيحي عن إن كانوا لا يعبدون القمر، فلماذا شعارهم هو الهلال أو القمر وليس اسم الله؟ فلا يجد المسلم ما يجيب به، ويمكن رؤية مثل هذه المناظرات على الإنترنت، وأنا ــ شخصيا ــ بحثت عن تفسير لسبب اعتماد المسلمين للهلال كرمز إسلامي، ولم أجد تفسيرا قطعيا، لكن هناك تخمينات بأنه ربما لكونه يدل على زاوية اتجاه القبلة، أو أنه رمز لاعتماد المسلمين للتقويم القمري، وعموما ــ كما يقول المثل «الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح»، فطالما أن اتخاذ الهلال كرمز إسلامي يتسبب في اتهام المسلمين بوثنية عبادة القمر، وينفر بذلك الناس عن الإسلام، فالأفضل استبداله بلفظ الجلالة.
