لاشك أن حاسة الشم عند الثدييات أكثر حساسية عنها في الطيور فلا يستطيع المرء أن يتصور مدى قوة الأنف لدى الكلب لاكتشاف روائح معينة فهي تعتبر أكثر حساسية بمقدار مليون مرة عن الإنسان، وفي ظل ظروف مواتية يستطيع كلب جيد التدريب أن يتعقب أثراً وضع قبل أربع وعشرين ساعة، وهناك ثدييات أخرى ذكرها المؤلف لا تقل في حساسيتها عن حاسة الكلب مثل غزال الموسم والخنزير البري واليامور والقنفذ، وعادة ما توجد غدد الرائحة عند الحيوان حيثما يحك جسمه في شجيرة أو حشائش. كان يعتقد إلى وقت قريب أن الطيور ليست لديها حاسة شم جيدة، والمعروف الآن أنه على الأقل هناك بعض الأنواع مستثناة من هذه القاعدة فهناك طائر الكيوي النيوزيلندي الذي يتمتع بحاسة شم جيدة، وهناك النسور الأمريكية والنسور التركية التي تعتبر ذات منفعة عظيمة لنظافة البيئة أما النسور الآسيوية فيذكر أنها مجردة تماماً من حاسة الشم.