×
محافظة القصيم

ضبط عصابة آسيوية سرقت كيابل بـ 70 ألف ريال

صورة الخبر

قال الشيخ عبدالله بن بيّه أستاذ الفقه الإسلامي ورئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد في لندن عضو المجامع الفقهية وأستاذ الدراسات والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز، إن الجماعة أمر مطلوب ومرغوب في الإسلام وقد حذر الله سبحانه وتعالى من الفرقة فقال جل وعلا (فلا تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم) أي نصركم وقوتكم، والفشل هو عدم قيام العضو بوظيفته كما يقول طاهر بن عاشور. وحول مسألة فقه الاختلاف في المجتمع الإسلامي أوضح ابن بيّه أن الاختلاف إذا ضبط وكان صادراً عن أهله وبنية صادقة ولم يؤد إلى بغي كما يقول ابن القيم فهو محمود وليس مذموما، إنما المذموم هو البغي والاعتداء والتجاوز والتطاول، لافتاً إلى أن الاختلاف من طبيعة الأشياء وسر اختلاف الكون هو جماله وثراؤه. وعن تباين الفتاوى من مفت إلى آخر ومن بلد إسلامي إلى بلد إسلامي ثان، أوضح ابن بيّه خلال برنامج "همومنا" الذي عرض على المحطة السعودية الأولى، أن شرع الله واحد وواسع، وهذه السعة كما قلت إذا كانت منضبطة وصادرة من أهلها فهي ثراء، مشيرا إلى أن وجه الانضباط في أن نأخذ بالقواعد والمقاصد التي أصّلها العلماء وانتقوا عملا منحوتا من الأصول، وعدم الانضباط هو الذي يؤدي حقيقة إلى الانفلات في الاختلاف. أما إذا كان هذا الاختلاف مؤصلاً فإنه موجود، فالصحابة - رضوان الله عليهم - اختلفوا لكن هذا الاختلاف لم يكن سوى اختلاف في الآراء الفقهية، من بينهم عائشة - رضي الله عنها - التي اختلفت مع بلال وعمر. لقطة من برنامج (همومنا) على محطة التلفزيون السعودي الأولى. (الاقتصادية) والاختلافات الفقهية اختلافات واسعة، وهي اجتهادية في كل ما لم يرد فيه نص قاطع وهي عبارة عن نصوص متواترة ثبت ورودها وثبت مدلولها. وفيما يتعلق بتحول المسألة الفقهية والاختلاف الفقهي إلى مسألة فكرية أكد ابن بيّه أن هذه بلية كبرى وقال “وأنا أرى أن هؤلاء الذين يتبعهم الناس عليهم أن يطلبوا التوقف عن مثل هذا الاعتقاد، والمسألة قضية اجتهاد وليست مسألة اعتقاد، وفي الحق القضية فصل فيها أمير المؤمنين - علي رضي الله عنه - لما قال تزعم أنك على حق وفلان على باطل فقال: يا هذا إنك رجل ملبوس عليك، اعرف الرسالة بالحق ولا تعرف الحق بالرسالة، اعرف الحق تعرف من يأتيه فالناس الآن أو بعضهم لا يعرف الحق بل يعرف الرجال وهؤلاء الرجال كأنهم معصومون”. وحول موقف المجتمع من اعتناق الأفراد آراء مختلفة، قال الشيخ عبد الله بن بيّه إن على الفرد دائماً أن يكون منفتحاً وأن يكون متسع الصدر فكبار العلماء المالكية وجدوا مكتوباً تعلم أصول الخلاف يتسع صدرك، فإذا علمت اختلاف العلماء فإن صدرك يتسع وتعرف أن في الشريعة متسعا، ولكن إذا ضاق صدرك ورأيت أنك على الحق المبين وأن سواك على الباطل فهنا يكون تعظيم الصغائر وتنزل الرزايا والبلايا بالأمة وهذا يصدر دائماً عن قلة علم وعدم اتساع صدر. وبيّن الشيخ عبدالله بن بيّه أوجه الاختلاف المعتبر، شارحاً أن الخلاف يكون في نطاق المفاهيم الشرعية على أساس أنه قد لا يكون أبدا في نطاق المفاهيم وأن الإنكار له شروطه، بعضهم ذكر خمسة شروط، فلا يجوز للإنسان أن ينكر يميناً ويساراً دون أن يستكمل تلك الشروط. وأورد الشيخ ابن بيّه قصة علماء بغداد لما جاؤوا يناظرون الإمام أحمد - رضي الله عنه - وذكر ذلك أبو ثعلب المبراء وقالوا له لقد فشلت في هذا الأمر وتفاقم لأنه أمر الواثق في خلق القرآن وغير ذلك، فقال لهم الإمام أحمد لا تشقوا عصا المسلمين واحفظوا دماءكم ودماء المسلمين معكم واصبروا وتدبروا في عاقبة أمركم حتى يستريح بعضكم من بعده، وقالوا انكروا بقلوبكم، وقال هذا هو الحكم الشرعي فأقنعهم بذلك لأنه يرى أن الإنكار في هذا المحل ليس مطلوباً. وحول من يقدر المفسدة والمصلحة عند إنكار المنكر، أكد ابن بيّه أن ذلك هو أصل القضايا التي فيها إنكار باليد، مع أن اللسان الآن أصبح كاليد وتعود للحاكم الأمور التي فيها يد، وحتى الإمام أحمد لما سأله ابن هانئ قال: هذا الزمن ليس زمن نهي، يعني لا تتكلموا في هذا كونه يرى أن الزمان ليس زمن نهي انكر بلسانك وإلا فبقلبك وكيف ينكر الإنسان وهو أيضاً ليس محيطاً بالعلم وليس محيطاً بالمصالح والمفاسد وهذا يؤدي إلى مفاسد كبيرة جداً. ويقول بعد ذلك إنه سيموت شهيدا، قال تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) هذا غلط سببه الاجتزاء وعدم الجمع بين النصوص فوزن قضية الإنكار وقضية الاختلاف لا بد أن يكون بميزان صحيح حتى يكون على أسس مقبولة وبالتالي يؤدي إلى المصالح ولا يؤدي إلى المفاسد.