دفعت غارات جوية مكثفة لطيران التحالف العربي عناصر جماعة أنصار الشريعة، جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، بمدينة عزان ثاني أكبر المدن بمحافظة شبوة الجنوبية شرق البلاد، للانسحاب بشكل كامل من المدينة بعد خسائر فادحة في العتاد والأرواح. وبدأت الجماعات الإرهابية عمليات الانسحاب من مدينة عزان منذ الساعات الأولى من فجر أمس (الثلاثاء)، بعد أكثر من 5 غارات نفذها طيران التحالف العربي على مواقع وتجمعات العناصر الإرهابية، حيث أفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بمشاهدتهم انسحاب أعداد كبيرة من عناصر «القاعدة» على متن آليات عسكرية وسيارات رباعية الدفع باتجاهات متفرقة، حيث باتت المدينة خالية من الإرهابيين، على حد قولهم ذلك. وقال ناصر القميشي، وكيل محافظة شبوة، إن غارات جوية مكثفة لقوات التحالف العربي استهدفت مواقع وتجمعات لعناصر التنظيم الإرهابي بمدينة عزان، لافتًا إلى أن «القاعدة» انسحبت من المدينة بعد تلقيها خسائر مادية وبشرية فادحة، جراء الضربات الموجعة والدقيقة لطيران التحالف على مواقعهم. كما أشار القميشي إلى أن رجال القبائل والأهالي بمحافظة شبوة بدأوا بالالتفاف حول قوات التحالف العربي في محاربة الجماعات الإرهابية. وأوضح القميشي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن العناصر الإرهابية انسحبت من مدينة عزان بعد تلقيها ضربات موجعة لطيران التحالف، نحو أكثر من اتجاه، مؤكدًا أن جزءا كبيرا منها فر ناحية محافظة أبين جنوبًا، فيما توجه جزء ثان ناحية محافظة مأرب شمالا، وهرب جزء آخر نحو منطقة جردان، بينما عاد بعض من عناصر القاعدة المغرر بهم إلى مناطقهم وقراهم بعموم مديريات شبوة. وكشف القميشي عن تحضيرات واستعدادات مكثفة لحملة عسكرية مرتقبة لتطهير شبوة من الإرهابيين يجري العمل عليها بالتنسيق بين السلطات المحلية والقوات العسكرية والأمنية ورجال القبائل والمقاومة، مع قوات التحالف العربي، للقيام بحملة تطهير للمحافظة من الجماعات الإرهابية، أسوة بالمحافظات الجنوبية التي شملتها تلك الحملات مثل عدن ولحج وحضرموت، على حد قوله. وعن الوضع الأمني بمدينة عزان بعد انسحاب الجماعات الإرهابية منها، أشار القميشي إلى أن اللجان المجتمعية من الأهالي تقوم بحفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة، لافتًا إلى أن قوات اللواء الثاني مشاه جبلي على أتم الاستعداد للتموضع والتمركز في عزان. وأضاف أنه «لدينا قوات بشرية متكاملة وكبيرة، لكنه ينقصنا العتاد العسكري الكافي الذي يمكننا من مواجهة تلك الجماعات الإرهابية»، داعيًا الرئيس هادي وقوات التحالف العربي إلى دعم القوات العسكرية والأمنية في شبوة بالعتاد العسكري والسلاح النوعي. وأكّد الوكيل القميشي، في حديثه، أن الوضع الأمني في محافظة شبوة مستتب وفي تحسن ملحوظ، لافتا إلى أن أبناء شبوة على أتم الاستعداد، لتحرير ما تبقى من مدن المحافظة من الميليشيات الانقلابية، وتطهير محافظتهم من الجماعات الإرهابية، وتحقيق الأمن والاستقرار في كل شبر من مناطق شبوة، على حد قوله. وعن التطورات الميدانية الأخيرة في جبهات مديريات بيحان، عسيلان والعين والعليا، قال الوكيل القميشي إن المعارك مع ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح مستمرة، وإن الميليشيات الانقلابية تواصل خرقها للهدنة وشنها قصفا عشوائيا على المدنيين والمناطق السكنية دون أي اعتبار لحياة السكان. وتابع أن قوات الجيش الوطني والمقاومة «تتصدى للميليشيات الإجرامية بكل بسالة واستبسال، وفي طريقها إلى تحرير مديريات بيحان وتطهير شبوة من العناصر الحوثية العفاشية مهما كلف ذلك من ثمن». ولفت الوكيل ناصر القميشي إلى الوضع الإنساني السيئ الذي تفرضه الميليشيات الانقلابية على مواطني ومناطق مديريات بيحان الثلاث، في استمرار اجتياح الأوبئة وحمى الضنك للمنطقة وانعدام الأدوية والمغذيات، داعيًا المنظمات الدولية الإغاثية والإنسانية إلى تدخل عاجل وتقديم الدعم اللازم لمناطق بيحان باعتبارها مناطق منكوبة، على حد قوله. على صعيد آخر، تمكّنت قوات الحزام الأمني بيافع أمس من التموضع والتمركز بداخل وعلى مشارف معسكر العر بيافع بعد يومين من وصول قوات عسكرية قادمة من عدن تضم أكثر من ألف جندي وعشرات العربات العسكرية، في مهمة من التحالف العربي لحفظ الأمن والاستقرار وتعقب الجماعات الإرهابية بالمنطقة وتأمين حدود يافع من جهة محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات. وأوضحت مصادر محلية مطلعة وأخرى في الحزام الأمني لـ«الشرق الأوسط»، أن الطريق فتح للقوات العسكرية لدخول معسكر العر بعد منع رجال القبائل القوات الأمنية من دخولها المعسكر أول من أمس، احتجاجا على وجود قائد القوات العسكرية من منطقة أخرى، حيث تم السماح لها وسط ترحيب شعبي ورسمي كبير بعد وساطة قبلية أقنعت من خلالها بتغيير القائد الجوهري بقائد آخر. وعقب وصولها، نفذت قوات الحزام الأمني انتشارا واسعا في المنطقة أنهت بدورها حالة التوتر السائدة منذ يومين. في سياق متصل، ناقش وكيل محافظة عدن للشؤون المالية، محمد سعيد المفلحي نائب رئيس الإغاثة بعدن، في وقت متأخر من مساء أول من أمس مع ممثلين من منظمة الغذاء العالمي أهم المواضيع المرتبطة بالإغاثة والتنسيق بين المنظمات الإنسانية العاملة بعدن، والصعوبات التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية وعلى رأسها منظمة الأغذية العالمية. وأبدى المفلحي استعداد السلطة المحلية لدعم كل الجهود التي تقوم بها المنظمة، واستعدادها تقديم الدعم والحماية المنظمات العاملة في المجال الإنساني. ودعا الوكيل المفلحي ممثلي منظمة الغذاء العالمي إلى بذل مزيد من الجهود للمساهمة في رفع المعاناة عن كاهل المواطن، خصوصا في ظل هذا الوقت العصيب. بدورها، تحدثت مديرة منظمة الغذاء العالمي، بورنيما كاشياب، عن آليات تطوير العمل في توزيع الإغاثات، مشيرة إلى أنه وخلال الفترة السابقة قامت بجولة ميدانية والتقت بعض المسؤولين في الرياض، لافتة إلى وجود تنسيق متكامل في خدمة المواطن البسيط، على حد قولها.