غيّب الموت أمس الشاعر اللبناني المعروف محمد العبد الله عن عمر يناهز السبعين عاماً، وبعد معاناة طويلة مع المرض، يعتبر الشاعر الراحل أحد أهم الكوكبة التي عرفت في سبعينات القرن الماضي بـ شعراء الجنوب اللبناني، لمع اسمه بعدما فازت قصيدته الشهيرة بيروت في ذلك الوقت بجائزة الشعر الأولى في المهرجان الشعري الذي كانت تنظمه كلية التربية في الجامعة اللبنانية. وعكس شعره التمزق الحاد بين الريف الذي انتمى إليه الشاعر، وبين المدينة التي أقام فيها في فترات حياته اللاحقة. إلى ذلك تمتع الشاعر الراحل بثقافة عالية، كما بموهبته وصدقه البالغ في مقاربة قضايا الحياة والوجود، يبدو ذلك واضحاً في مجموعات شعرية كثيرة أصدرها من بينها حال الموت، بعد ظهر نبيذ أحمر - بعد ظهر خطأ كبير، وقت لزينتها، زهرة الصبار، وأعمال الكتابة الذي أصدره قبل أسابيع قليلة من رحيله، كما تميّز العبد الله بلغة نثرية رشيقة ومتدفقة، وله في النثر حبيبة الدولة ولحم السعادة.