اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس ان مشروع قرار يطالب بتأمين وصول المساعدات الإنسانية الى المدنيين في المدن السورية المحاصرة سيطرح على مجلس الأمن الدولي، في وقت مدد وقف إطلاق النار في حمص وسط سورية، لمواصلة جهود الإغاثة وإخراج المدنيين من حمص المحاصرة. وتم إجلاء أكثر من 300 شخص من الأحياء المحاصرة في مدينة حمص القديمة، بحسب «الهلال الأحمر السوري». ودعا فابيوس في حديث إلى إذاعة «أر تي أل» إلى تسهيل الوصول لمدن سورية من اجل نقل «أدوية ومواد غذائية»، معتبراً انه «لأمر فاضح ان نكون نناقش هذا الأمر منذ فترة طويلة وأن يتواصل جوع الناس». وأضاف: «لذلك وبالتعاون مع دول اخرى سنطرح مشروع قرار في هذا الصدد». وأوضح مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية ان الأردن ولوكسمبورغ وأستراليا وراء مشروع القرار الذي انضمت اليه باريس. وفي جنيف استوفت امس المحادثات بين ممثلي النظام السوري والمعارضة بحضور المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي بعد توقف استمر أسبوعاً. وأضاف فابيوس ان «المحادثات ستستأنف اليوم (امس) ونطالب بتحرك اقوى في ما يتعلق بالشق الإنساني وبفتح المدن لإيصال الأدوية» والمساعدات. وفي حمص نظمت اول عملية اجلاء لمدنيين الأحد. وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض طالب مجلس الأمن الدولي بـ «إقرار القرار الذي تتحضر دول عدة للدفع به في المجلس الذي يدعو إلى دخول المساعدات الإنسانية، وذلك في ظل الخروق الجديدة التي قام بها نظام (الرئيس بشار) الأسد حيث أثبتت مقاطع الفيديو وإفادات شهود العيان المقبلة من حمص المحاصرة استهداف قوات النظام قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة والمدنيين الذين كان يتم إجلاؤهم». وفي دمشق، اعلن مسؤول في الهلال الأحمر السوري انه تم امس اجلاء مجموعة جديدة من المدنيين من الأحياء المحاصرة في مدينة حمص القديمة والخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، بعدما تم «تمديد مهلة الهدنة» التي بدأ العمل بها الجمعة. وذكر المسؤول لوكالة «فرانس برس» رافضاً الكشف عن اسمه «سنستمر اليوم (امس)، بإجلاء المدنيين» من احياء حمص المحاصرة منذ حزيران (يونيو) 2012. ويأتي ذلك استناداً الى الاتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بإشراف الأمم المتحدة والذي أدى خلال الأيام الثلاثة الماضية الى اجلاء المئات من المدنيين. وأوضح المسؤول انه «سيتم اخراج المدنيين من الممرات التي تم استخدامها سابقاً او من خلال معابر جديدة». وقال: «تم تمديد مهلة الهدنة وسنحاول اخراج المدنيين في اقرب وقت ممكن». وكان ناشطون ذكروا امس ان الهدنة كان يفترض ان تنتهي مساء الأحد، وتم تمديدها 72 ساعة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها، ان اجتماعاً عقد صباح امس بين محافظ حمص طلال البرازي وممثل الأمم المتحدة يعقوب الحلو بحثا خلاله «امكانية اجلاء المزيد من الأطفال والنساء وكبار السن المحاصرين في أحياء حمص القديمة». وتم التركيز خلال الاجتماع «على امكانية اجلاء أعداد اضافية من المدنيين من كل أحياء المدينة القديمة لا سيما حيي الحميدية وبستان الديوان»، كما افاد البرازي الوكالة الرسمية عقب الاجتماع. وطلب البرازي من فريق الأمم المتحدة «معالجة ملف المفقودين داخل المدينة القديمة في اطار عملية اجلاء المدنيين المحاصرين». وبعد مجموعة اولى من 83 مدنياً تم اجلاؤهم الجمعة تنفيذاً لاتفاق بين النظام ومقاتلي المعارضة بواسطة الأمم المتحدة، خرج 611 مدنياً الأحد من احياء حمص القديمة، وفق الوكالة. وكان الهلال الأحمر السوري قال عبر صفحته على «فايسبوك» ان متطوعيه استقبلوا الأحد نحو 600 شخص خرجوا من حمص القديمة، مشيراً الى ادخال ستين حصة غذائية و1500 كلغ من الطحين الى المنطقة. وتخلل العملية الأحد سقوط قذائف هاون على الأحياء التي يحاصرها الجيش النظامي والتي لا تزال خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، ما اسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم مقاتلان معارضان، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتبادل النظام والمعارضون الاتهام بالمسؤولية عن هذا الخرق الأمني.