شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات عمليات عسكرية نوعية لمقاتلات التحالف، التي عادت لشن غارات مكثفة على مواقع وتجمعات وآليات ميليشيات التمرد، بلغت 130 غارة، طال معظمها العاصمة وضواحيها ومحافظات عدة، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، فضلاً عن تدمير مخازن أسلحة وآليات عسكرية. وفي التفاصيل، شنت مقاتلات التحالف أكثر من 130 غارة جوية على مواقع الميليشيات في مختلف جبهات القتال في اليمن، بما فيها مدينة صنعاء التي تضم عدداً كبيراً من معسكرات الجيش الموالية للميليشيات، في بداية تشدين عملية عسكرية كبيرة بالتنسيق مع الجيش والمقاومة اليمنية التي واصلت دك مواقع الميليشيات بالمدفعية وصولاً إلى أطراف العاصمة الشمالية. ورصدت عمليات المقاومة أكثر من 13 غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف على أوكار الميليشيات في ست محافظات يمنية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 189 من عناصر الميليشيات، بينهم قيادات، وفقاً لإحصائية أولية، فيما دمرت عشرات الآليات العسكرية بينها دبابات ومخازن أسلحة في تعز وصنعاء وحجة. وذكرت مصادر في الجيش والمقاومة أن التحالف العربي بدأ مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في اليمن، عقب فشل مشاورات الكويت، تهدف إلى الحسم العسكري وتحرير ما تبقى من المدن الخاضعة لسيطرة الميليشيات. وأكدت المصادر وصول نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، إلى مدينة مأرب، قادماً من منطقة شرورة السعودية، حيث تفقد وحدات عسكرية يمنية تلقت تدريبات نوعية في المنطقة، ووجه تعليمات إلى جبهات القتال، لافتة إلى أن الأحمر سيقود معركة تحرير العاصمة والمناطق المجاورة لها. في الأثناء، أكد مدير التوجيه المعنوي في الجيش اليمني، اللواء الركن محسن خصروف، استمرار العمليات العسكرية حتى استعادة العاصمة والمدن الخاضعة لسيطرة الميليشيات، مشيراً إلى أن الجيش والمقاومة في تقدم مستمر باتجاه العاصمة، وكذا في جبهات تعز وشبوة، قائلاً في تصريحات صحافية: «الأيام المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت العسكرية»، وأوضح أن عملية «التحرير موعدنا» جاءت بالتنسيق بين الجيش والمقاومة وقوات التحالف العربي. من جانبه، قال القيادي في المقاومة الشعبية، الشيخ أحمد صالح العقيلي، إن ما تشهده جبهات القتال من عمليات عسكرية يأتي في إطار المرحلة الأخيرة من عملية تحرير اليمن، وهي مرحلة الحسم العسكري التي تم الإعداد لها بشكل جيد من قبل الشرعية والتحالف العربي. من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم السلطة المحلية في صنعاء، عبداللطيف المرهبي، أن قوات الجيش والمقاومة، بمساندة التحالف، ستواصل تقدمها نحو العاصمة، وتحقق انتصارات نوعية بمديرية نهم شمال العاصمة، وأشار إلى أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من تحرير وإحكام السيطرة على تباب في الجبهة الشمالية الغربية لنهم باتجاه أرحب. وأوضح المرهبي أن عدداً من ألويه الجيش بينها «اللواء ١٤١ مشاة واللواء ٣١٠ مدرع واللواء ٣١٤ مدرع واللواء ١٣٣ مشاة واللواء ٧٢ مشاة»، تشارك في عملية تحرير العاصمة، إضافة إلى مقاتلي المقاومة الشعبية ومسلحي قبائل نهم والجدعان، وغيرهم من أبناء القبائل المحيطة بالعاصمة. كما استهدفت مكتب تنسيق الميليشيات في حي الأصبحي، وهنجراً لأحد مصانع البطاطس، حولته الميليشيات إلى مخزن أسلحة في حي النهضة شمال العاصمة، كما استهدفت معسكر الصيانة في الحصبة، سقط فيه قتلى وجرحى من عناصر الميليشيات بينهم قيادات ميدانية. كما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على الكلية الحربية وحديقة «21 سبتمبر» (الفرقة سابقاً) وغارات جوية على معسكر وجبل الحفا جنوب شرق العاصمة صنعاء، ومقر ألوية الحماية الرئاسية في النهدين، وكذا دار الرئاسة جنوب العاصمة صنعاء. كما شنت أكثر من 25 غارة على قاعدة الصمع العسكرية ومعسكر الفريجة بمديرية أرحب شمال العاصمة، وشنت أكثر من 20 غارة على مقر اللواء 63 حرس جمهوري واللواء 62 حرس في مديرية نهم، كما استهدفت قاعدة الديلمي الجوية بالقرب من مطار صنعاء الدولي. في الأثناء، قصفت مدفعية الجيش بعيدة المدى مناطق في أرحب وبني الحارث والرحبة، القريبة من مطار صنعاء، كما استهدفت مدفعية الجيش في مديرية نهم مبنى الأمن القومي بمنطقة الحتارش شمال العاصمة. وشهدت جبهات نهم اشتباكات عنيفة مع الميليشيات في مناطق متفرقة ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الميليشيات، كما تم فيها أسر القيادي المقرب من المخلوع صالح، يحيى معصار، وعدد من مرافقيه. وذكرت مصادر ميدانية في المقاومة أن الجيش والمقاومة، بإسناد من مقاتلات التحالف، تمكنت من التقدم نحو مفرق ارحب من اتجاه منطقة المدفون نحو وادٍ محلي، لقطع الإمدادات على المليشيات الانقلابية المتمركزة في منطقة مسورة، أهم معاقلها في مديرية نهم وجبل يام من خط صنعاء مأرب. وأفادت تلك المصادر بأن قوات الشرعية فرضت سيطرتها على منطقة المدفون وبيت السيد وجبل الجبيل، بعد ساعات من المعارك المتواصلة مع الميليشيا، وبمساندة مقاتلات التحالف. وفي عمران شرق العاصمة، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على منطقة حرف سفيان، الرابطة بين صعدة وعمران، وكذا على معسكر العمالقة في المنطقة، كما استهدفت معسكر اللواء التاسع البديل لمعسكر 310 سابقاً، كما استهدفت نقطة الجريفين وسط الخط، مدخل مديرية خمر، كما استهدفت منطقة بيت القحوم بغولة عجيب، التي تضم قيادات للميليشيات. وفي الجوف شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مقار الميليشيات وتعزيزاتها في جبل الساقية في الغيل، حيث تم تدمير عدد من الآليات العسكرية بينها دبابات وأطقم عسكرية، كما شنت غارات على مديرية المصلوب وأخرى على المتون والمطمة. وفي صعدة، واصلت مقاتلات التحالف غاراتها النوعية ضد مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة، مستهدفة منطقة العند وآل حميدان والطلح بمديرية سحار، ومنطقة تي قرهد بمديرية ساقين، ومقر معسكر الحرس الجمهوري ومعسكر الشرطة العسكرية وسط مدينة صعدة. كما استهدفت وكراً للميليشيات في مديرية قطابر ما أسفر عن مصرع عدد من عناصر الميليشيات، بينهم قيادات ميدانية، واستهدفت مقاتلات التحالف أيضاً منطقة قرهدة بمديرية ساقين. وفي مأرب تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم واسع للميليشيات على أطراف هيلان باتجاه مدينة مأرب، وكبدت الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح، تم حصر 22 جثة، فيما أصيب العشرات في العملية، وفقاً لمصادر في المقاومة. وفي حجة شمال غرب اليمن، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مديرية شفر ومنطقة أبوداور بمديرية مستباء، تم فيها تدمير شبكة الاتصالات التابعة للميليشيات، كما استهدفت منطقة المندلة بمديرية كشر، وشنت 11 غارة على عبس الرابطة بين ميدي وحجة، حيث تنتشر عشرات الآليات والتجمعات للميليشيات. وفي الحديدة تمكنت مقاتلات التحالف من قتل وجرح العشرات من عناصر الميليشيات التي كانت تجتمع في مقر الأمن السياسي الذي تم استهدافه بسبع غارة نوعية، تم حصر 35 بين قتيل وجريح. كما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على معسكر الدفاع الجوي في معسكر الجبانة بمحيطة ميناء الحديدة. وفي تعز، عادت مقاتلات التحالف لشن غاراتها المكثفة والنوعية ضد مواقع الميليشيات في أكثر من منطقة، مستهدفة معسكر الاستقبال في الحوبان بـ13 غارة، كما استهدفت معسكر الإذاعة بالمنطقة ذاتها، تم فيها تدمير مخزن أسلحة بالمنطقة، كما استهدفت الغارات مبنى أمام مطار تعز الدولي يحوي أسلحة للميليشيات، وكذا تم استهداف مدينة الصالح السكنية التي تتمركز فيها الميليشيات بالحوبان شرق المدينة. واستهدفت الغارات تجمعات وآليات للميليشيات في معسكر 22 ميكا، ونقاطاً في مفرق الذكرة بماوية ومعسكر الصيانة، وجبل أومان، ومقراً تابعاً للميليشيات خلف محطة توفيق عبدالرحيم للمحروقات في منطقة الحوبان شرق المدينة. كما استهدفت معسكر خالد بن الوليد، مقر قيادة اللواء35 مشاة، بست غارات في منطقة المخاء، وكذا شنت خمس غارات على المحجر الجديد على طريق المخاء غرب المدينة. وفي جبهة الصلو تواصلت المواجهات في منطقة قرية الصيار بين الجانبين، حيث تحاول الميليشيات التقدم بالمنطقة بعد تلقيها تعزيزات عسكرية وفقاً لمصدر في المقاومة، فيما شهدت جبهات المدينة اشتباكات في جبهة كلابة والزنوج شرقاً، ومحيط اللواء 35 مدرع وشارع الثلاثين ومفرق غراب غرباً. وفي إب وسط اليمن، ومصدر تعزيزات الميليشيات، شنت مقاتلات التحالف غارات عدة على مواقع وأهداف للميليشيات طالت معسكر الأمن المركزي في منطقة شبان جنوب إب، ومعسكر الحمزة التابع للحرس الجمهوري سابقاً، كما استهدفت منطقة حراثة، حيث تقع منازل كبار قيادة الميليشيات العسكرية والميدانية. وفي الضالع، تواصلت الاشتباكات بين الجانبين في الخطوط الأمامية بجبهة مريس شمال المحافظة دون إحراز أي تقدم من الجانبين. من جهته، وجه رئيس هيئة أركان الجيش اليمني، اللواء الركن محمد المقدشي، بتقديم الدعم من الأسلحة والذخائر لمقاومة البيضاء، مؤكداً أن الانقلابيين يتلقون ضربات موجعة، وأن قوات الجيش الوطني، المسنود بالمقاومة الشعبية، تحقق تقدماً متلاحقاً في مختلف الجبهات. وفي لحج ارتفعت وتيرة المعارك العنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من جهة ثانية، على امتداد جبهات كرش الحدودية بين لحج وتعز. وشنت مقاتلات التحالف خمس غارات على الميليشيات في مناطق جنوب تعز ومحاذية لجبهات كرش، استهدفت منصات صواريخ ومدفعية ثقيلة بعيدة المدى.