نجح المنتخب العراقي في إحباط نيمار ورفاقه في المنتخب البرازيلي المضيف وأجبرهم بشكيمته واندفاعه على الاكتفاء بالتعادل صفر - صفر في العاصمة برازيليا ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى في مسابقة كرة القدم للرجال في أولمبياد ريو 2016. وكان المنتخب المضيف بدأ مسعاه نحو ذهبيته الأولمبية الأولى بتعادل مخيب ايضا ضد جنوب إفريقيا صفر - صفر، ثم عجز على ملعب مانيه غارينشا وأمام نحو 70 ألف متفرج عن التعامل مع الاندفاع والمشاكسة اللذين تميز بهما فريق أسود الرافدين. هذا التعادل أمام نيمار ورفاقه هو بنكهة الفوز بالنسبة للمنتخب العراقي الذي كان يستحق الانتصار في مباراته الأولى ضد الدنمارك نسبة إلى الفرص التي اهدرها لكنه اكتفى في النهاية بالتعادل صفر-صفر. وكانت الدنمارك المستفيدة الأكبر في هذه الجولة، إذ تصدرت المجموعة بأربع نقاط بعد فوزها على جنوب إفريقيا بهدف سجله روبرت سكوف في الدقيقة 69. وتقام الجولة الأخيرة غداً الأربعاء حيث تلعب البرازيل مع الدنمارك في سلفادور دي باهيا، فيما يلتقي العراق في التوقيت ذاته مع جنوب إفريقيا في ساو باولو حيث سيكون أمام فرصة ذهبية للحصول على إحدى بطاقتي المجموعة وبلوغ ربع النهائي للمرة الثالثة بعد مشاركتيه الأولى عام 1996 والثانية عام 2004 عندما حل رابعا، علما بانه خرج من الدور الأول في مشاركتيه الأخريين عامي 1984 و1988. وكما كان متوقعاً ضغط المنتخب البرازيلي منذ البداية لكن دون فرص لان العراقيين عرفوا كيف يقفلون منطقتهم وكادوا يفاجئون أصحاب الضيافة في الدقيقة 12 لو لم يقف القائم بوجه رأسية مهند كرار الذي وصلته الكرة من ضرغام إسماعيل. وبدأ العراق يتحرك بعد هذه الفرصة وسدد أمجد عطوان كرة صاروخية من خارج المنطقة علت العارضة بقليل (30) وردت البرازيل بكرة رأسية من نيمار مرت بجوار القائم الايمن بعد عرضية من غابرييل (31)، ثم تدخل الحارس العراقي محمد حميد فرحان ليبعد الكرة من تحت العارضة اثر ركلة ركنية خادعة للبرازيليين (33). وواصلت البرازيل انتفاضتها وكانت قريبة مجدداً من الوصول إلى الشباك بكرة رأسية من غابرييل جيزوس لكن محاولته مرت بجانب القائم الأيمن (40) ثم عاند الحظ أصحاب الضيافة بعدما ارتدت الكرة الصاروخية التي اطلقها ريناتو اغوستو من العارضة (44)، وبدأ الشوط الثاني بنفس سيناريو الأول، إذ نجح المنتخب العراقي بمشاكسته في تعطيل هجوم البرازيليين الذين انتظروا حتى الدقيقة 65 لتهديد مرمى العراق بتسديدة أرضية بعيدة من البديل لوان لكن الحارس لم يجد صعوبة في التعامل معها. وبقي الوضع على حاله دون أي فرص فعلية حتى الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع حين أهدر ريناتو اغوستو فرصة ثمينة جدا بعدما وصلته كرة عرضية من وليام وهو في وضع مناسب لكنه أطاح بها فوق العارضة. وضغط البرازيليون في الثواني الأخيرة التي امتدت لسبع دقائق إضافية لكن العراقيين حافظوا على رباطة جأشهم حتى صافرة النهاية وخرجوا بنقطة تاريخية. وحسمت نيجيريا بطاقتها إلى الدور ربع النهائي بفوزها على السويد 1-صفر ضمن منافسات المجموعة الثانية. وتدين نيجيريا بفوزها الثاني، بعد ذلك الذي حققته في الجولة الافتتاحية على اليابان (5-4)، إلى عمر صادق الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 40 بعد أن كان أيضاً صاحب الهدف الأول لبلاده في الجولة الأولى. ورفع المنتخب الإفريقي رصيده إلى 6 نقاط في الصدارة بفارق 5 عن السويد و4 عن كولومبيا التي تعادلت مع اليابان 2-2. وتختتم نيجيريا الدور الأول غداً الأربعاء ضد كولومبيا، فيما تلعب السويد مع اليابان. وأنعش المنتخب الأرجنتيني آماله في التأهل إلى الدور ربع النهائي باخراجه نظيره الجزائري من المنافسة اثر تغلبه عليه 2-1 ضمن منافسات المجموعة الرابعة. وسجل انخل كوريا (47) وجوناثان كاليري (70) هدفي الأرجنتين، وسفيان بن دبكة (64) هدف الجزائر. وهو الفوز الأول للأرجنتين التي عوضت خسارتها أمام البرتغال صفر-2 في الجولة الأولى، فيما منيت الجزائر بالخسارة الثانية على التوالي بعد الأولى أمام هندوراس 2-3 وخرجت خالية الوفاض. وكانت البرتغال المستفيد الأكبر من فوز الأرجنتين لأنها باتت أول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي عن المجموعة وضمنت بشكل كبير الصدارة برصيد 6 نقاط، فيما تخوض الأرجنتين مباراة حاسمة أمام شريكتها في الوصافة هندوراس في الجولة الثالثة الأخيرة للحاق بالبرتغال إلى الدور الثاني. وجدد مدرب الجزائر السويسري بيار اندريه شورمان الثقة في حارس المرمى فريد شعال الذي ارتكب خطأين فادحين في المباراة الأولى أمام هندوراس كلفته الخسارة 2-3. وأجرى شورمان تعديلاً واحداً على تشكيلة المباراة الأولى فدفع بالمدافع أيوب العبد اللاوي مكان القائد رياض قنيس المصاب. في المقابل، أجرى مدرب الأرجنتين خوليو اولارتيكويتشيا تبديلين بإشراكه كريستيان بافون وجيوفاني لو سيلسو مكان ليساندرو ماغالان وكريستيان إسبينوزا. وكان منتخب الجزائر صاحب المبادرة دائماً، لاسيما عبر تحركات لاعب السد القطري بغداد بونجاح، لكن الأرجنتين هي من فازت بالنهاية رغم أنها لم تكن الأفضل. واضطر مدرب الجزائر إلى الدفع بمحمد بن خماسة مكان رشيد ايت عثمان الذي تعرض للإصابة (35). وأهدر بونجاح فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل عندما تلقى كرة خلف الدفاع من بن خماسة وكسر مصيدة التسلل منفردا بالحارس خيرومينو رولي الذي خرج لملاقاته فحاول لعبها ساقطة بيد أن الأخير تدخل ببراعة وأبعد الخطر (44). وتلقت الأرجنتين ضربة موجعة بطرد قائدها فيتور كويستا لتلقيه الإنذار الثاني في الدقيقة الثالثة الأخيرة من الوقت بدل الضائع من الشوط الأول. ونجح كوريا في منح التقدم للأرجنتين بتسديدة قوية زاحفة بيمناه من داخل المنطقة إثر كرة رأسية من مهاجم ساو باولو البرازيلي جوناثان كاليري فأسكنها الزاوية اليسرى البعيدة للحارس شعال (47). وتلاعب بو نجاح بالدفاع الأرجنتيني وتوغل داخل المنطقة لكنه سدد فوق العارضة (56). واشرك شورمان المهاجم عبد الرحمن مزيان مكان حدوش (56). وادرك سفيان بن دبكة التعادل عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من مزيان داخل المنطقة فهيأها لنفسه وسددها بيمناه على يسار الحارس رولي (64). وتساوى المنتخبان على أرضية الملعب بعد طرد المدافع العبد اللاوي لتلقيه الإنذار الثاني (67). ومنح كاليري التقدم مجددا للأرجنتين بعد لعبة مشتركة مع كوريا فتوغل داخل المنطقة منفردا بالحارس شعال الذي ارتمى على الكرة بقدميه محاولا إبعادها بيد أنها ارتدت من مهاجم ساو باولو وتهادت داخل المرمى (70). وحرم القائم الأيمن بافون من تسجيل الهدف الثالث وحسم النتيجة برده تسديدة قوية من داخل المنطقة (87). وأكد المنتخب البرتغالي بدايته الرائعة بفوز مستحق على هندوراس 2-1 على الملعب ذاته. وحولت البرتغال تخلفها بهدف مبكر لالبرتو إليس (1) إلى فوز بهدفين لتوبياس فيغيريدو (22) وغونسالو باسيينسيا (36). وتلتقي البرتغال مع الجزائر في مباراة هامشية في الجولة الثالثة الأخيرة يحتاج فيها الأول إلى نقطة واحدة لضمان الصدارة بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين الأرجنتين وهندوراس. وحول المنتخب المكسيكي حامل لقب مسابقة كرة القدم للرجال تخلفه أمام نظيره فيجي المتواضع إلى فوز كاسح 5-1 ضمن منافسات المجموعة الثالثة. وانتظرت المكسيك حتى الشوط الثاني للعودة إلى اللقاء وجاء ردها قاسياً بعدما دكت شباك منافستها بخمسة أهداف بينها أربعة لايريك غوتييريس (48 و55 و58 و73)، فيما كان الهدف الآخر لكارلوس سالسيدو (67). ورفعت المكسيك رصيدها إلى 4 نقاط في المركز الثاني بفارق الأهداف خلف كوريا الجنوبية صاحبة برونزية 2012 التي فرطت بفرصة حسم تأهلها بتلقيها هدف التعادل أمام ألمانيا 3-3 في الوقت بدل الضائع. وكان المنتخب الكوري الذي اكتسح فيجي 8-صفر في الجولة الأولى، في طريقه لحسم النقاط الثلاث وبطاقته إلى ربع النهائي بعدما تقدم على منافسه الأوروبي، العائد إلى المسابقة للمرة الأولى منذ 1988، في الدقيقة 86 لكن مانشافات لم يستسلم وخطف التعادل في الوقت بدل الضائع. وسجل هوانغ هيشان (25) وسون هيونغمين (57) وسوك هيوندون (86) أهداف كوريا الجنوبية، وسيرج غنابري (33 و2+90) ودايفي سيلكه (55) هدفي ألمانيا التي تنقذ نقطة للمباراة الثانية. وتقام الجولة الثالثة الأخيرة غداً الأربعاء حيث تلتقي كوريا الجنوبية مع المكسيك في مواجهة نارية، فيما تلعب ألمانيا مع فيجي. العرب يصدمون البرازيل مرتين تعرضت جماهير البرازيل للصدمة مرتين في منافسات كرة القدم، الأولى بتعادل منتخبها مع الأرجنتين، والثانية بخسارة الجزائر أمام الأرجنتين، وذلك لأن الجماهير شجعت الفريق العربي ضد المنتخب الجار والعدو اللدود. ومع تعادل الفريق سلبياً للمرة الثانية، كان من الطبيعي أن تهتف الجماهير البرازيلية ضد لاعبيها الذين فشلوا بقيادة نيمار دا سيلفا مهاجم برشلونة الإسباني، في ترك أي بصمة حتى الآن، كما فشلوا في هز الشباك خلال المباراتين، ليثير الفريق القلق بشأن حلمه الأولمبي. وخذل المنتخب الجزائري، الجماهير البرازيلية التي حضرت بالآلاف لمساندته وتشجيعه في مواجهة غريمها اللدود المنتخب الأرجنتيني. وعلى غرار المباراة الأولى، التي خسرها المنتخب الجزائري أمام هندوراس (2 - 3)، تسببت الأخطاء الساذجة من حارس المرمى فريد شعال، والدفاع في خسارة الخضر في لقاء التانغو الأرجنتيني على الاستاد الأولمبي بمدينة ريو دي جانيرو. مدرب الجزائر يلوم الحظ وقلة الخبرة لام السويري بيار اندريه شورمان مدرب منتخب الجزائر الحظ والخبرة بعد خروج فريقه. وصرح شورمان: لا يمكنني قول أي شيء للاعبين، اعتقد أنهم لعبوا جيداً كنا غير محظوظين مجدداً، حارسنا كان غير موفق في الطريقة التي سجلت فيها الأرجنتين هدف الفوز. وتابع : مجدداً أهدرنا طاقة كبيرة على أرض الملعب، ويحتاج اللاعبون لمزيد من التفكير، خلقنا الفرص مجدداً، لكن لم نحافظ على هدوئنا للاستفادة منها. البرازيليون يهتفون لـ السيدة مارتا صبت الجماهير البرازيلية غضبها على منتخبها، وكان للاعب الوسط ريناتو أوغوستو النصيب الأكبر من غضب الجماهير، التي أطلقت صيحات استهجان في كل مرة لمس فيها الكرة في آخر 30 دقيقة من اللقاء. وأهدر ريناتو أخطر الفرص في الوقت المحتسب بدل الضائع ، وهتفت الجماهير العراق.. العراق، كما هتفوا باسم مارتا قائدة منتخب السيدات البرازيلي الذي حقق انتصارين في مباراتين.