لا شيء يشغل العالم هذه الأيام أكثر من الانتخابات الأمريكية، وبالذات المثقفين والإعلاميين والسياسيين. ورغم أن الاهتمام بالانتخابات أصبح بارداً، رغم حرارة الطقس، لعدم وجود فروق واضحة بين أي رؤساء منتخبين من حيث الأثر، فكلهم أداة للوبي الصهيوني، ووسيلة للاستخبارات الخاصة، وأي مخالف لهم مصيره مصير "كيندي"، ويسمون عليه مطار، إلا أن التصريحات الاستفزازية هذا العام فاقت الوصف، خصوصاً من الملياردير ترمب، وبالأخص التصريحات الفئوية تجاه المتأمركين بشكل عام، والمسلمين بشكل خاص، بأسلوب فوقي ساخر. ولشدة ارتفاع وتيرة السخرية من العرب والمسلمين، دخلت هيلاري على الخط، وسجلت لها موقفاً بهذا الاتجاه. وإن كانت تصريحاتهما لا تعدو كونها للتكسب الانتخابي، إلا أننا رأينا تغييراً في تصريحات المرشحين بين الحين والآخر، بحسب الولاية، والتوجيهات الخلفية. وبالطبع هذا ليس رأي ترمب أو هيلاري وحدهما، بل هو رأي الحزبين الذين يمثلانهما، وإلا فكلاهما يعرف الآتي: 1) أن الشعب الأمريكي كله شعب وافد، وأن الهنود الحمر الذين قُتلوا هم أهل الأرض. 2) أن ثلث الشعب الأمريكي تقريباً من أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، والبيض هم خليط أوروبي. 3) الإسلام هو الدين الثاني في أمريكا. 4) يوجد أكثر من 3000 مسجد في أمريكا، عدا المصليات. 5) يتجاوز عدد المسلمين في أمريكا 8 ملايين. 6) وقع جون آدم عام 1796م على معاهدة أن أمريكا ليس لديها اتجاهات عدائية للدين الإسلامي. 7) أول من اكتشف أمريكا المسلمون، شمالاً جاؤوا من الأندلس، وجنوباً جاؤوا من مالي، بمعنى أنهم جاؤوا قبل ترمب وهيلاري وغيرهم. 8) لم يشارك المسلمون في الحروب الأهلية، ولا حروب الشمال والجنوب، ولا حروب فيتنام، ولا الحربين العالميتين، لعدم قناعتهم الإنسانية بها، وإن أجبروا فيكونون في الصفوف الخلفية واللوجستية. 9) نالت أمريكا شهرة عالمية كبيرة في مختلف المجالات من خلال المسلمين، مثل محمد علي كلاي، والشيخ حمزة يوسف، وزويل، والباز، ولاعبي كرة السلة.. وغيرهم كثير. 10) مبتكر نظام بناء ناطحات السحاب في أمريكا هو م.فضل الرحمن خان، الملقب بـ"آينشتاين هندسة البناء"، وأبرز منشآته "برج سيزر" الأعلى في أمريكا، وأيضاً برج وفندق ترمب العالمي! 11) ساهم المسلمون والسود والصفر في بناء البنية التحتية لأمريكا، وما زالوا. عموماً لم تأت هذه التصريحات من فراغ، بل هي خطة مدروسة لها ما بعدها، لعلنا نرى فيها اتساقاً مع تصريحات فرنسا وبعض دول أوروبا، في معاداة الإسلام والمسلمين، تبدأ كلاماً، وتنتهي بما هو غير متوقع. الرأي ليس لترمب ولا غيره، ولا للشعب الأمريكي المغلوب على أمره، الرأي للوبي الصهيوني، والاقتصاد العالمي، ورأس المال اليهودي، ويبدو أن المقولة الشهيرة تنطبق عليهم ".. والحكم فيها لمن غلب"!! د.عصام عبداللطيف الفليج