أبحاثه واكتشافاته العلمية كانت حاضرة بقوة فى كلمات كل من رثاه من اصدقائه وكل من اقترب منه ممن شيعوه أمس إلى مثواه الأخير، فإلى جانب الشخصيات الرسمية التى تقدمها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب، شارك فى جنازة الدكتور أحمد زويل عدد كبير من العلماء وأساتذة الجامعات. الدكتور مجدى يعقوب، الذى وصل من العاصمة البريطانية لندن، للمشاركة فى تشييع جثمان العالم الراحل إلى مثواه الآخير، قال: الدكتور أحمد زويل كان منشغلا دائما بمصر، وكان مؤمنا شديد الإيمان بوجود عقول شابة واعية، وقادرة على تحقيق اكتشافات عظيمة، وكان حلمه إنشاء مدينته للعلوم لاكتشاف صغار الباحثين وتدعيمهم ليقودوا الثورة العلمية فى الدولة. ويتولى جراح القلب العالمى مسئولية مجلس إدارة المدينة وأمنائها، ومن المقرر أن يدعو لانتخاب رئيس مجلس إدارة جديد، خلفا للراحل الدكتور أحمد زويل، كونه، أحد المؤسسين. وأكد يعقوب على ضرورة تعاون الشعب بكل فئاته فى الاهتمام بالعلوم والعلماء، واكتشاف المواهب القادرة على تقديم خدمات علمية جليلة للبشرية، وألا يترك الأمر على عاتق الحكومة وحدها، متابعا: الحكومة لن تفعل كل شىء بمفردها ويجب أن تكاتف جميعا الغنى والفقير، لنكون شعبا متكاملا. ونعت الدكتورة نادية زخارى، وزير البحث العلمى السابقة، العالم المصرى الراحل أحمد زويل، قائلة: اليوم، يوم حزين فى وداع الدكتور زويل. وأضافت زخارى: أن العزاء الوحيد لنا، هو الميراث العلمى الذى تركه لنا، والذى يبلغ 350 بحثا علميا، بجانب مشروعه العلمى (مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا)، وتابعت: من المفارقات، أنه حضر معنا العام الماضى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، واليوم يحتفل معنا بهذه الذكرى بشكل جديد عن طريق حبه لمصر وحرصه على أن يدفن فى أرضها. وأكدت أنه لا نهوض لأى دولة إلا من خلال البحث العلمى، ولا يمكن وجود بحث علمى دون تطبيق، ومنهج المدينة يعتمد على البحث العلمى المطبق، ولا يمكن توقف المشروع بعد وفاة زويل. وقال الكاتب الصحفى عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق: رحيل زويل خسارة كبيرة، ليس لمصر فقط بل وللعالم، فقد العالم قامة علمية كبيرة. وأضاف: جسد الدكتور زويل سيوارى الثرى، إلا أنه سيظل باقيا بقيمته وعلمه واكتشفاته، ومشروعه مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، مؤكدا أنه من السهل إيجاد زويل جديد من بين المصريين، بعد تهيئة المناخ المناسب لاكتشاف العلماء، ورعاية البحث العلمى وتدعيمه، والاهتمام بالمنظومة التعليمية من الأساس. وقال حسين: المناخ الحالى لا ينتج ربع زويل، فلدينا مسئولون لا يستطيعون ضبط جملة من 5 كلمات نحويا، فكيف سننتج زويل فى هذا المناخ.. علينا العمل بجد وعلى الأجيال الناشئة لإيجاد العشرات مثل زويل. ونعى الدكتور جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة، العالم الراحل، قائلا: مصر ودعت اليوم أحمد زويل، ونثق أن مصر ولادة بالعلماء والقامات، فمصر منذ خلق البشرية وهى تقدم الخير والعلم للعالم بسماحتها وثقافتها، فالدور المصرى العالم يحتاج إليه. وأضاف: الدولة كرمت زويل فى جنازته تقديرا لعلمه ومكانته، كما اعتادت على تكريمه فى حياته وتقليده أعلى الأوسمة الجمهورية، مؤكدا أن العلاقة بين الدكتور أحمد زويل وجامعة القاهرة، كانت ممتدة وأنه كان على تواصل مع عدد كبير من الأساتذة بالجامعة، كما أنه حاضر أكثر من مرة هناك. وودع الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، العالم الراحل، قائلا: صفحة زويل الإنسان طويت وانقضت، وودع وكرم من أهله وبلده، كما أراد، وتمت وصيته بالدفن فى مصر، رحل زويل وبقيت قضيته. وأضاف السناوى: قضية زويل هى العلم ولا شىء غير العلم، فالمسائل العلمية تتعلق بمستقبل الدولة.. لا مستقبل بلا تعليم، ولا تعليم بلا بحث علمى، وهناك مشكلة كبيرة فى البحث العلمى داخل مصر. وأوضح: هناك ما يزيد على 300 ألف مصرى حاصل على درجتى الماجستير والدكتوراه من الجامعات الغربية، واقناعهم بالعودة إلى مصر أمر فى غاية الصعوبة فى ظل فقدان النظام السليم، وكيفية استيعابهم والاستفادة منهم، نحن نحتاج إلى مبادرة دولة، وتخطيط عام حقيقى للنهوض بالبحوث العلمية. ورفض السناوى إلقاء عبء تدهور العملية التعليمية فى مصر، على مجانية التعليم، قائلا: لولا مجانية التعليم لما حصلنا على أحمد زويل، وضرورى تخصيص نسبة كبيرة من الدخل القومى، والناتج القومى، للبحث العملى. وطالب حافظ أبوسعدة، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، بضرورة استكمال مشروع جامعة زويل تحت قيادة الدكتور مجدى يعقوب. وقال ابوسعدة فى تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر تويتر: يجب أن تستكمل جامعة زويل ويكون على رأسها رجل فى وزن زويل مثل د. مجدى يعقوب، فهذا مشروع لمستقبل مصر، فالعلم والبحث العلمى هو الطريق للتقدم.