×
محافظة المنطقة الشرقية

الهلال الأحمر السعودي: لا وجود لنا في الأراضي السورية

صورة الخبر

تقول العرب (العهدة على الراوي) في إشارة إلى أن ما ينقله الراوي سيكون تحت عهدته ومسؤوليته، وأنا اليوم وكل يوم اثنين سأطل عليكم (راويا) وفي عهدتي الشيء الكثير عبر زاوية "عهدة الراوي" لعلي ألامس بعضا من هموم القراء. أستهل هذه الزاوية على بركة الله بمقالي الأول عن (الرؤوس المفلطحة) وهي تلك الرؤوس التي لا يثبت عليها العقال. الحكاية أني وقفت كثيرا أمام رفض كثير من الوعاظ ومن يوصفون أنفسهم بالملتزمين لبس العقال، وتساءلت كثيرا هل لبس العقال حلال أم حرام؟ أم أن التخلي عنه رمز للتدين والالتزام؟ وخاصة أن بعض الشباب الذي اعتاد أن يلبس العقال منذ صباه تخلى عنه بمجرد أن التزم وأطلق لحيته. وفي مصادفة عجيبة استمعت لمحاضرة لأحد الوعاظ سجلت في أحد المساجد، وكان يتحدث مجيبا عن سؤال وجهه له أحد الحاضرين متسائلا عن حكم لبس العقال، وإذا كان مباحا فلماذا لا يلبس العقال؟، فرد الداعية ردا طريفا بقوله "لبس العقال مباح، وأنا لا ألبسه لأن رأسي مفلطح، فإذا لبسته يسقط دائما فيشغلني"، ليُضحك الحاضرين بهذا الرد ويخرج من الموقف بحكمة. أخذت أتأمل في رؤوس الوعاظ والملتزمين، هل جميعها مفلطحة لا يستقر عليها العقال؟، لكني رأيتها كرؤوسنا ولم يظهر لدي فرق واضح بين الرؤوس. قد يزعم البعض أن التخلي عن لبس العقال ليس إلا إظهارا للزهد في هذه الدنيا الفانية، ولكن الواقع أن من يزعم أن في التخلي عن لبس العقال الذي لا تتجاوز قيمته 50 ريالا زهدا يرتدي أغلى الأشمغة والساعات، ويتطيب بأغلى أنواع الطيب، فالمسألة أكبر من ذلك. حقيقة هناك من يريد أن يجعل له سمة مختلفة في المجتمع، وهيئة تميزه عن غيره، وقد يكون هذا حق له، ولكن ينبغي ألا يربط ذلك بالدين، حتى لا نجد أنفسنا في مجتمع مقسم إلى قسمين بناء على هيئة أفراده، ملتزم وغير ملتزم، وبعقال وبدون عقال.