×
محافظة المنطقة الشرقية

قراءة في الأمر الملكي الكريم: الملك عبدالله يدشن فصلاً جديداً في الحرب ضد الإرهاب

صورة الخبر

سورية خط نار مفتوح في الداخل، وتطور جديد بإضافة تنظيمات وصلت إلى حدود تهديد الدولتين الجارتين سورية والعراق، وكما حدث مع طالبان عندما وجدت دعماً من شقيقتها القاعدة ومن مختلف قوى العالم، وأمريكا تحديداً، تحولتا إلى مشكل عالمي، فقد توسعت طالبان إلى أن تحولت من جيب صغير في باكستان إلى قوة نفوذ عجزت الطائرات بدون طيار الأمريكية مع قوات باكستان عن هزيمتها وتحجيمها، ونفس الأمر مع القاعدة، حيث صارت تنظيماً عالمياً اخترق موانع القوى الحصينة والهشة، وبدأت تتجه إلى توليد فروع لها أكثر تشدداً مثل النصرة وداعش، وأخرى اتخذت أسماء حركية ومعلنة، وبدلاً من وأدها قبل أن تتجذر في ولادتها الأولى، إلا أن أمريكا التي أعلنت الحرب على نظام الأسد ومخلفاته، تراجعت إلى حلول أخرى انتهت إلى تدمير الأسلحة الكيماوية وإيصال المعونات للمحاصرين، واتساع دائرة التنظيمات الإرهابية.. المشكل ليس في قرار يتم نقضه لأن أمريكا لها تصورها في معالجة القضايا الدولية، لكنها أخيراً استشعرت المسؤولية الأخطر حين رأت منظمات إرهابية بدأت تتسع وتأخذ حجماً يفوق ما كانت تتصوره، وقد بدأ وزير داخليتها يعطي إنذاراً بأن سورية ستكون الأكثر خطورة من أفغانستان، ولم يعد من المقبول أن يصبح مواطنون لها يتدربون ويحاربون في الداخل السوري ما يعني نقل المعركة إلى البلدان الأصلية، وقد اكتوت أمريكا بأحداث سبتمبر، ولا تزال هناك جيوب كثيرة تراها مصدر العداء، والاستهداف.. سورية إذا ما تُركت لشأنها فإن السلطة ليس لديها مانع بأن تتحول إلى بؤر استيطان وعنف جاذب لجميع المنظمات الإرهابية، لأن اعتقادها بحروب تلك الجماعات مع نفسها يعيد لها السيطرة على أجزاء كثيرة، ويضع العالم أمام الخيار الصعب إما القبول بها، أو مواجهة الإرهاب، في وقت نعرف أن داعش، وكما وصل من تحريات بأنها صناعة النظام لأنها استهدفت معارضيه، وعملية أن تجد بيئة جيدة في العراق فستكون الساحة أكبر من تقديرات من اعتبروها جيناً نشأ في ظل أزمة حرب النظام مع معارضيه.. لقد جربت أمريكا كيف واجهت أزمات عالمية لتنظيمات إرهابية، وكيف أنها من بين جميع دول العالم صارت الهدف، وقد بقيت عاجزة عن أن تصل إلى معنى هذا العداء، بينما الواقع ومن يقرأ أو يرى أي تصرف لها في المنطقة العربية والعالم الإسلامي يجدها غارقة في هذه القضايا، وقد تعاملت معها بالحسم العسكري، دون إدراك للأسباب الحقيقية التي جعلتها في فوهة البندقية.. فقد ضربت أفغانستان، واحتلت العراق، ووضعت إسرائيل على القائمة الأولى لحلفائها، ودخلت في أحلاف مع الإخوان المسلمين وسياسات عديدة اتجهت إلى تكريس العداء، في الوقت الذي دفعت الترليونات على عبثية تلك الحروب والتي لو وجهت جزءاً منها في حل أزمات اقتصادية، وتنمية بلدان لا يحتاج بعضها لمالها وإنما لخبرتها، واستطاعت كسب المواطن العادي قبل التعامل مع السلطات، لربما حصلت على الثقة بصديق مهم، وحافظت على هيبتها في المنطقة وغيرها، غير أن سوابق التفكير في التعالي على الشعوب ومن يرسمون خارطة السياسة الخارجية الأمريكية ظلوا غير مؤهلين أصلاً لفهم طبيعة المجتمعات وفلسفتها وتراثها ما جعل سيادة القوة هي ذراع أمريكا الباطشة، والنتائج، كما نرى، هي المزيد من العنف، يقابله عنف مضاد..