حصد الفيلم الروائي المصري آخر أيام المدينة للمخرج تامر السعيد، الجائزة الكبرى لمهرجان نيو هوريزون السينمائي الدولي، والذي يقام سنويا في مدينة ڤروسلاڤ ببولندا، والذي يعد مؤخرا من أهم المهرجانات السينمائية في أوروبا. وتعد هذه هي الجائزة الدولية الثالثة للفيلم بعد حصوله على جائزة الكاليجاري في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وجائزة أفضل مخرج في مهرجان بيونس ايريس السينمائي الدولي (بافيسي). وقد أعلن المخرج البلجيكي جوست ڤان دن بره، عضو لجنة تحكيم المهرجان الجائزة ذاكراً أن "الجائزة الكبري للمهرجان تذهب إلى سيمفونية مؤثرة وشخصية عن حياة المدينة تأخذ المشاهد في رحلة تربط ماهو شخصي وحميم بالعالم الذي نحيا فيه الآن، فيلماً يأتي مباشرة من القلب" ثم دعا مخرج الفيلم لتسلم الجائزة. وبدأ تامر السعيد كلمته بشكر لجنة التحكيم وقال" أن تسلم الجائزة من سينمائيين مثلكم هو شرف سيمنح قلبي دفئا إلى الأبد" ثم شكر إدارة المهرجان على اختيارها للفيلم وأضاف " أن صناعة الفيلم هي عمل جماعي وبدون فريق رائع وأناس رائعين يصبح الفيلم مستحيلاً، أود أن أشكر كل روح رائعة من فريق العمل والممثلين وعائلتي والأصدقاء وكل من دعم الفيلم على مدار عشر سنوات" وخاطبهم قائلاً "أنتم مقاتلين عظماء وأنا هنا الآن فقط بسبب كل مساهمة رائعة من كل فرد رائع منكم" ثم ذكر أن "صناعة الفيلم هي رحلة طويلة وشاقة وصعبة ممتلئة بالوحدة والألم والشك ولكن عندما تآتي اللحظة التي نشارك فيها عملنا مع الجمهور نكتشف كم هي السينما فن عظيم. يملؤني الإمتنان لهذا الفن الذي صنع مني من أكون والذي علمني أن أكون منفتحاً وأقبل الإختلاف وألا أحكم على الآخرين. أتمنى أن أعلم طفلي الصغير نديم ما تعلمته من السينما وهو الحقيقة البسيطة جداً أننا كلنا متساوون ونستحق كل ماهو جميل في الحياة"، وأنهى السعيد كلمته بتحية المخرج الراحل محمد خان وذكر أنه كان في الثامنة من عمره عندما شاهد فيلم خان الأول (ضربة شمس) والذي جعله كطفل يتسائل لماذا يبدو هذا الفيلم مختلفاً رغم أنه لنفس الممثلين كباقي الأفلام وأنه آنذاك فكر أن شخصاً ما جعل هذا الفيلم مختلفاً وأنه قال لنفسه "أريد أن أكون هذا الشخص الذي يجعل الأفلام مختلفة" وأضاف أن صانع هذا الفيلم الذي جعله يدرك وهو طفل ماذا يفعل صانع الأفلام قد غادرنا يوم وصوله إلى ڤروسلاف لحضور المهرجان وأن ذلك كان قاسياً خاصة وأنه كان يتمنى أن يشاهد محمد خان فيلمه قبل رحيله، واختتم قائلا: "أتمنى أن تكون روح المخرج المصري العظيم محمد خان حولنا وأن يعرف كم تعلمت من أفلامه". جدير بالذكر أن إدارة المهرجان أعلنت أن الفيلم سيتم توزيعه في الصالات التجارية ببولندا قرب نهاية العام في سابقة نادرة لإطلاق فيلم عربي في صالات السينما ببولندا. وقد لاقى فوز الفيلم المصري بالجائزة ترحيباً كبيراً بين الحاضرين وفي أوساط السينما فقد علق إدڤيناس بوكشتا، المدير الفني لمهرجان ڤيلنيوس السينمائي الدولي وعضو لجنة التحكيم لجائزة السينما الفنية بمهرجان كان لهذا العام، على حسابه الشخصي بالفيس بوك: "المخرج المصري تامر السعيد فاز بالجائزة الكبرى عن فيلمه الجميل حقاً آخر أيام المدينة منذ عدة دقائق، كان خطاب قبوله للجائزة على المسرح الأكثر تاثيراً وعاطفةً من بين كل ما أذكر". كما كتب المخرج الإيطالي فرانشسكو كليريتشي، الفائز بجائزة الفبريزي من الإتحاد الدولي لنقاد السينما في مهرجان برلين، "فيلم رائع من شخص رائع. جائزة فعلاً مستحقة". كما أبرزت عدد من المجلات والدوريات السينمائية العالمية خبر فوز الفيلم فور إعلانه. مجلة هوليود ريبورترالشهيرة أعلنت فوز الفيلم تحت عنوان: "فيلم المخرج المصري تامر السعيد آخر أيام المدينة يفوز بالجائزة الكبرى في بولندا ـ الدراسة الحميمة للقاهرة تحصد جائزة نيو هوريزون في ڤروسلاڤ". كذلك أعلنت مجلة ديلي سكرين الخبر مع صورة لملصق الفيلم كما أعلن موقع "سيني آوروبا" الواسع الإنتشار الخبر مبرزاً ما قالته لجنة التحكيم عن الفيلم. ويعد مهرجان نيو هوريزون واحد من أهم مهرجانات السينما في آوروبا مؤخراً. المهرجان الشاب ضم في دورته السادسة عشر أكثر من ٩٠ فيلم حضرها خلال أيامه العشرة أكثر من ١٣٠٠٠٠ مشاهد. وقد شارك في المهرجان هذا العام مجموعة من أهم مخرجي السينما في العالم اليوم ومنهم المخرج الإيطالي ناني موريتي والمخرجة الفرنسية كلير دني والمخرج الروماني كريستيان مونچيو، الحاصل على سعفة كان الذهبية عن فيلمه ٤ شهور وثلاثة أسابيع ويومين والحاصل على جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان الأخير، وأسطورة السينما الأسبانية كارلوس ساورا، وكذلك المخرج الروسي آندريه كونشالوڤسكي، الذي شارك معلم السينما الروسية تاركوڤسكي كتابة رائعتيه طفولة إيڤان وأندريه روبلوڤ. تضمنت المسابقة الرسمية للمهرجان عشرة أفلام من بولندا والمملكة المتحدة والبوسنة وكوريا الجنوبية وبلجيكا وكولومبيا وألمانيا وأسبانيا وفرنسا وإيطاليا بالإضافة للفيلم المصري. وضمت لجنة التحكيم إلى جانب المخرج البلجيكي جوست ڤان دن بره، المخرج الروماني أدريان سيتارو، والمخرجة والممثلة الإيرانية مانيا أكباري، والمخرج السويدي ماجنوس ڤون هورن، والناقده الفرنسية ساندرين ماركيز، الناقدة بجريدة اللوموند والمبرمجة بمهرجان كان الدولي. وقد بدأ الفيلم جولته في المهرجانات الدولية في فبراير الماضي مع عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي. كما تمتد هذه الجولة لتشمل أكثر من ٥٠ مهرجان دولي في جميع أنحاء العالم. فخلال الشهر الحالي سيتم عرض الفيلم في ملبورن بأستراليا وليما عاصمة بيرو والعاصمة الهولندية أمستردام وساوباولو ومونتو نيجرو بالبرازيل. يعد الفيلم هو الأول للمخرج تامر السعيد وهو أيضا أول فيلم روائي مصري للممثل خالد عبدالله (بعد بطولة عدد من الأفلام العالمية منه