ناشدت الإدارة المحلية في قضاء الشرقاط، شمال صلاح الدين، بغداد تقديم الدعم اللازم لاستيعاب الأعداد الكبيرة من العائلات التي نزحت في اتجاه منطقتي بيجي وتكريت. وطالب «الحشد الشعبي» وزارة النقل بتزويده مركبات لنقل النازحين. وأكد قائمقام قضاء الشرقاط علي دودح لـ «الحياة» ان «اعداد النازحين في تزايد وسط تردي الاوضاع الامنية فضلاً عن غياب الجهد اللوجستي والمادي لنقل العائلات الهاربة من حجيم داعش». وقدر عدد الفارين «بأكثر من ١٠ آلاف عائلة أغلبهم نزح باتجاه مدينتي بيجي وتكريت، فيما هربت اكثر من ٣ آلاف اخرى باتجاه مخيم ديبكة في اربيل، علماً ان مجموع سكان القضاء يبلغ ٢٠٣ آلاف نسمة». وأضاف ان «الحكومة لم تتخذ التدابير اللازمة لضمان انسيابية النزوح. وقد أهملت آلاف العائلات، وركزت على تحرير الموصل فقط». ولفت الى ان «المدارس والمساجد والدوائر الحكومية في تكريت وبيجي تكتظ بنازحي الشرقاط ناهيك عن لجوء بعض العائلات الى اقاربه بعد استكمال اجراءات التدقيق والمتابعة لكل نازح، فضلاً عن كفالتهم من سكان مناطق لجوئهم وهو شرط وضعته قيادة عمليات صلاح الدين ولم تنحج محاولاتنا في اقناعهم للعدول عن ذلك، وبسبب حرارة الجو وغياب الخدمات توفي بعض النازحين من كبار السن والنساء والاطفال علماً ان نقلهم يتم بالعربات العسكرية بسبب امتناع وزارة النقل عن توفير باصات». وأفاد عضو هيئة الشورى في «الحشد الشعبي» في الشرقاط يزن الجبوري «الحياة» ان «عشائر الجبور والدليم وبعض الميسورين فضلاً عن بعض المتطوعين بادروا الى نقل العائلات العالقة في مناطق أطراف القضاء بسياراتهم الخاصة كما جهزوا تلك العائلات مواد غذائية وبعض المستلزمات البسيطة»، مشيراً الى ان «الحكومة لم تقدم شيئاً كما ان وزارة النقل بعد تعرض اسطول السيارات الذي ارسلته للقصف من عصابات داعش لم ترسل اي مركبة ونناشدها تلبية مطالبنا لتسريع عملية النزوح». وزاد: «لجأت العائلات الى ثلاثة مراكز او نقاط بينها تلول الباج القريبة من مفرق الشرقاط وفيه ٨٦ الف شخص ومنطقة التينة التابع لناحية القيارة فضلاً عن قرى الحاج علي باتجاه مخمور. وتستقبل مراكز النزوح يومياً أكثر من ٥ آلاف شخص عدا عائلات عناصر داعش، وهؤلاء لا يسمح لهم بالخروج مع النازحين وانما يتم منحهم مهلة ١٢ ساعة فقط للخروج من القضاء بعيداً من مناطق النزوح ولا يسمح لهم بالإختلاط»، وناشد الجهات المعنية «اعادة النظر في قرار منع عائلات الداعشيين من النزوح. لكن هذا القرار لم يمنع العشرات من تلك العائلات بعد استكمال اجراءات التدقيق والتسجيل والتعهد لدى السلطات الأمنية من الهروب خارج حدود القضاء باتجاه كركوك». يذكر ان وزير التخطيط سلمان الجميلي أعلن في وقت سابق ان المساعدات الدولية للنازحين فاقت التوقعات وستساهم في اعادة تأهيل المناطق المحررة.