واشنطن - الوكالات: أكد مسؤولون أمريكيون، لـCNN، امس الأربعاء، أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظمت سرا نقل أموال تعادل قيمتها 400 مليون دولار إلى إيران جوا في اليوم نفسه الذي أطلقت فيه طهران سراح 4 أمريكيين، في يناير الماضي. وجاء المبلغ كدفعة أولى من تسوية قضائية لصفقة بيع أسلحة لم تكتمل منذ عهد الشاه، وجرى دفعه بعملات أخرى غير الدولار منها الفرنك السويسري واليورو، من بنوك مركزية في سويسرا وهولندا، ونقلتها طائرة شحن في صناديق خشبية، وفق ما قاله المسؤولون. وأشاروا إلى أن عملية التسليم جرت نقدا بسبب العقوبات على طهران التي منعت تحويل الأموال عبر البنوك. وقال أحدهم: «لقد كانوا منقطعين تماما عن البنوك العالمية، ولم يكن هناك أي طريقة أخرى لنقل الأموال». في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن تحويل الـ400 مليون دولار لم يكن فدية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي إن «المفاوضات حول تسوية قضية الأسلحة كانت منفصلة تماما عن المحادثات حول إعادة الأمريكيين الأربعة إلى وطنهم»، وأضاف: «لم تكن فقط منفصلة بل كان يعمل على الملفين فرق مختلفة أيضا»، وتابع: «تحويل الأموال كان مرتبطا فقط بتسوية قضية الأسلحة». وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى: «ليس غريبا أن ترغب إيران في قول إنها فدية من أجل أسباب سياسية محلية»، وأضاف: «لكن الأمر ليس كذلك، الثقة التي بنتها الاتفاقية حول البرنامج النووي الإيراني ساعدت في التفاوض حول ملفات أخرى، وقد حدثت هذه الأمور كلها بالتزامن مع تطبيق الاتفاقية، ولكن الأموال ليست فدية». من جهته، شدد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست على أن «دفع فدية مقابل رهائن يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة». واستغل المرشح الجمهوري إلى الرئاسة دونالد ترامب هذه الفرصة، متهما في بيان «إدارة أوباما بإعطاء إيران، الدولة الأولى في العالم بدعم الإرهاب، مبلغ 400 مليون دولار، والذي من دون أدنى شك سيصل إلى أيدي الإرهابيين». وفي هذا الإطار، طلبت لجنة من مجلس النواب الأمريكي في رسالة من وزير الخارجية جون كيري الحضور وشرح «المصادفة» بين دفع الأموال وإطلاق سراح المعتقلين الأمريكيين. وأكدت الخارجية الأمريكية أنها سترد على رسالة الكونغرس.