×
محافظة الرياض

أخضر التنس في ربع نهائي «المفتوحة»

صورة الخبر

الغزال حيوان رشيق وجميل وأنيق، يسرُّ الناظر، ويبهج القلب، وينعش الحياة. الغزال تتفق على حبه وعشقه جميع الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية، حتى جيل الآي باد، والآي فون، وحتى الآي كدش، كل مكونات وقبائل وأطياف ومشارب مجتمعنا تتفق على محبة هذا الحيوان الجميل. ولا عجب أن تجد بناتنا وأخواتنا يحملن أسماء بعض مرادفات الغزال، مثل: ريم، رشا، ريما. ولم تقتصر التسمية على البشر، بل امتدت إلى الأماكن؛ فهناك بعض مدن دول الخليج تحمل اسم هذا الحيوان المحبوب، مثل أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات، التي سُميت بذلك لأنها موطن الظباء قديماً، ومحافظة الغزالة بحائل أيضاً سُميت بذلك لأنها موطن للظباء. وفي الأدب والشعر قديماً وحديثاً تجد الشعراء يشبهون ويصفون المعشوقة بالغزال، كما قال الشاعر الشهير محمد الأحمد السديري ـ رحمه الله ـ: (يا غزال الريم يا ظبي الفلا *** ارحم اللي منك عينه ما تنام) وأصبح اسم غزال كلمة ترقص لها الأذن طرباً، ويتنفس بها الوجدان.. لكن في الآونة الأخيرة أصبحت غزال تشكل هاجساً من الريبة والشك والصدمة عند الجميع، وكلما حضرت غزال في الحديث والنقاش قفزت علامات التعجب والاستفهام حتى ملأت سماء الوطن، ولم تجد من يزيل اللبس ويكشف الحقيقة!! غزال هو مشروع سيارة أطلقتها جامعة الملك سعود بالرياض عام 2010، برأس مال نحو ملياري ريال، وأعلن رجل الأعمال محمد العمودي شراءه 55 % من حصة شركة غزال لتقنية السيارات، بقيمة مليار وثلاثين مليوناً. وشارك وبارك وزير التعليم العالي تفاصيل كثيرة في مشروع سيارة غزال، وتم تقديم سيارة غزال في حفل رسمي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال مدير الجامعة السابق الدكتور عبدالله العثمان إن السيارة ستطلق في غضون عامَين بالشراكة مع شركة ديجيم الكورية لصناعة السيارات، وسيكون سعر السيارة 35 ألف ريال. والآن مضى نحو أربع سنوات (لا حس ولا خبر)! والأدهى والأمرّ أن شركة غزال لتقنية السيارات ليست مسجلة في وزارة التجارة، وليس لديها سجل تجاري!! كيف؟.. مش معقول؟.. خف ربك يا رجل؟؟ أسئلة تعجبية أطلقها أبناء الوطن بعد هذه الصدمة بالغزال الفاسد! عضو مجلس الشورى السابق والأكاديمي المعروف الدكتور محمد القنيبط قال عن مشروع سيارة غزال: إنها أكبر كذبة في التاريخ البيروقراطي السعودي؛ إذ كذب مدير جامعة الملك سعود السابق ووزير التعليم العالي على الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذا المشروع الوهمي. كلام الدكتور القنيبط ملأ الإعلام الفضائي والورقي والإلكتروني، وجميع وسائل الإعلام وضعت سيارة غزال داخل دائرة الضوء السلبي منذ عامين حتى اللحظة، ومع ذلك لم نجد أي تحرك أو تفاعل من قِبل هيئة مكافحة الفساد، وهنا صدمة أخرى أكثر ألماً وحزناً!! الآن، وبعد أربعة أعوام.. للوطن وللمجتمع حق في معرفة أين سيارة غزال؟ وأين المليارات التي ضُخّت لهذه الشركة؟ وماذا فعلت هيئة مكافحة الفساد في هذا الملف؟ وماذا فعلت أيضاً الدوائر الأخرى المعنية؟ فالغزال المحبوب والمعشوق عند المجتمع تم تشويه اسمه بـغزال الوهم والفساد!