يشهد شارع الفن في أبها منذ افتتاحه، تزاحما كبيرا للسياح والزوار من أنحاء المملكة وبعض الدول العربية، كما يشهد إظهار العديد من الفنانين والمواهب لقدراتهم الفنية على عدة مستويات، أهمها جانب الفن التشكيلي. وبين لـ"الوطن" صاحب فكرة هذا الشارع، والمنظم لفعالياته ضمن "مهرجان أبها يجمعنا" لهذا الصيف، الفنان عوض زارب، أن فكرة شارع الفن، انطلقت قبل ما يزيد على سنة ونصف السنة، وكان ذلك أثناء ممارسة بعض الفنانين التشكيليين للمرسم الحر في متنزه السودة بمنطقة عسير، حينما بدأ التفاعل مع فكرة المرسم الحر للسياح وزوار المنطقة، ومواهب في فن التشكيل والخط العربي. 300 متر فنية أوضح زارب أن طول الشارع الذي تشغله لوحات الفنانين والفنانات يتجاوز أكثر من 300 متر على جهتيه يمينا ويسارا، وأنه وفريق العمل كان لديهم فكرة إيجاد ورش عمل للفنانين أمام المارة، بحيث يستطيع الزائر أن يشاهد الفنان وألوانه وأدواته أثناء رسم لوحته مباشرة، ومساحة كبيرة تعرض الفنون. دعم التشكيليين أشار إلى أن فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومن خلال مجلس التنمية السياحية في منطقة عسير، تبنى الفكرة وتواصل مع الرعاة، وقام بتهيئة المكان لعرض اللوحات، التي يعود إنتاجها إلى الفنانين والفنانات وتتبع للسياحة، بحيث يستغل الفنانون زوايا بجانب لوحتهم المعروضة لتسويق إنتاجهم لمصلحتهم، مما يتيح لهم الفرصة لبيع لوحاتهم غير تلك التي رسموها في الشارع، مشيراً إلى أن العروض الخاصة المباشرة التي يتلقاها الفنانون والفنانات، هي حق لهم، ويسعدنا أن يستفيدوا ماديًا من خلال عرض أعمالهم التي يوفرها لهم الشارع، مضيفا أن هناك كثيرا من الفنانين يحجزون مواقع لوقت آخر، نتيجة لكثرة الطلبات التي تردنا من المنطقة وخارجها، موضحًا أن شارع الفن يحتوي على عدد من اللوحات الثابتة وهي في تزايد مستمر، وكذلك اللوحات المتحركة على "الكانفاس"، وقال إن اللوحات المعروضة تعود ملكيتها إلى هيئة السياحة باسم الفنان الذي أنتجها. استمرار العرض قال زارب إن اللوحات المعروضة في هذا الشارع سوف تستمر إلى نهاية الصيف، بعد ذلك سيتم الاحتفاظ بها لعرضها في أماكن أخرى، وأنه وفريق العمل يطمحون لاستنساخ فكرة شارع الفن في جميع محافظات عسير، وبالأخص في قرية رجال ألمع التراثية بمحافظة رجال ألمع، التي شهدت قبل أعوام عروضًا لأعمال بعض فناني المنطقة، وكان من هؤلاء الفنانين التشكيلي فايع الألمعي وغيره بإشراف الفنان المرحوم عبدالرحيم الرضوي -رحمه الله-، وأكد زارب أن جميع فناني وفنانات المنطقة يأملون في استثمار عام 2017 الذي ستكون فيه أبها عاصمة السياحة العربية، ويتأهبون لعرض أعمالهم التشكيلية طيلة عام كامل. الفن الفوتوجرافي بين زارب أن التصوير الضوئي تنوع ما بين "أستديوهات" تصوير، ومعارض للصور "الفوتوجرافية"، فحضور التصوير مع الفن التشكيلي في شارع واحد، إضافة مميزة، ومن يرغب من الفوتوجرافيين في بيع أي صورة، فإن العرض يعود إلى المصور نفسه واتفاقه مع المشتري.