بقلم : محمد علي البريدي لا يكفي أن تُقيم جامعة الإمام مؤتمراً سنوياً عن الوسطية والاعتدال؛ بينما يقوم بعض أساتذتها بحشو عقول الطلاب بما هو عكس الوسطية والتسامح والتعايش السلمي والحضاري بين أهل البلد الواحد.. ـ سيكون أمراً مُزعجاً أن تعرف جامعة الملك سعود المحرضين من أساتذتها على تويتر بالاسم وأن تغض عنهم الطرف حينما يرددون نفس الكلام أمام طلابها وبشكل مكثف عن تصهين وعمالة وعلمانية كل من يختلف معهم في الرأي. ـ ما أقوله عن الجامعتين ينطبق أيضاً على جامعات أخرى تحتاج إلى مرور التصحيح على بعض دفاترها كي نشعر بالطمأنينة، ونمارس حلاوة التغيير المفصلي الذي نعيشه، ونتمنى مخلصين أن تواكبه مؤسساتنا التعليمية. ـ الآن تقع المسؤولية على كاهل وزارة التعليم العالي التي يجب عليها المبادرة بحكم دورها بتصحيح الكثير من أوضاع التطرف والتحريض التي اكتسحت بعض الجامعات، وأعتقد أن الجميع يلمس مخرجات هذا التطرف في أكثر من مكان مهما تغيّرت الوجوه والأقنعة والمناسبات. ـ ربما أن لدى وزارة التعليم العالي خطة واضحة لإعادة استصلاح الجو الأكاديمي في بعض الجامعات، خصوصاً بعد القرار الملكي الأخير، ولكن تأخير هذه الخطة على افتراض وجودها في غير مصلحتنا جميعاً. ـ من حق كل ولي أمر أن يطمئن على ابنه داخل مدرج الجامعة؛ لكن كيف يطمئن وهو يعلم أن بعض الدكاترة الذين يحرضون على تويتر يعطون محاضرات يومية لابنه كل صباح؟ ألا يمكن أن تكون محاضراتهم هي إعادة موسعة لتغريداتهم على تويتر؟! ـ نحن نعيش الآن مرحلة صعبة جداً، ونحتاج إلى تكاتف الجميع كي نعبرها بسلام، ومن يستحضر ما يدور حولنا بعقل يجد أن المحفزات على إصلاح التعليم العالي أصبحت أكثر ضرورة وأهمية من ذي قبل، وأنها ليست كلاماً إنشائياً في مؤتمرات وسطية يخالفها الواقع؛ بل وتنسفها الممارسات اليومية لبعض الأكاديميين!! نقلا عن الشرق