شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة انعقاد مؤتمرها الأول للأمراض غير السارية Non Communicable Diseases، واستضافته دبي. رعى المؤتمر الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة في دبي، ونظمته مؤسسة «جائزة حمدان الطبية» بالتعاون مع وزارة الصحة وهيئتي الصحة في دبي وأبو ظبي، و «جمعية الإمارات للسكري» و «جمعية القلب» الإماراتية و «جمعية أمراض الكلى» و «جمعية الإمارات لأمراض الجهاز التنفسي»، ومشاركة «منظمة الصحة العالمية». وشدد المؤتمر على أهمية تعزيز سبل التعاون الدولي والاقليمي لدعم مكافحة الأمراض غير السارية، التي تشمل السكري والسرطان وأمراض القلب والكلي والجهاز التنفسي. وبيّن أيضاً أهمية تنفيذ برامج الوقاية وتطوير برامج صحية للتوعية وإعطاء المشورة، ما يضمن تحقيق الأهداف العالمية المتصلة بالحد من الأمراض غير السارية بحلول العام 2025. كما أوصى المؤتمر بضرورة الالتزام بتفعيل الاستراتيجية الوطنية للحد من الأمراض المزمنة غير السارية، باعتبارها أولوية يتعين تنفيذها في دولة الامارات العربية المتحدة. وفي هذا الصدد، قال رئيس المؤتمر الدكتور نجيب الخاجة، وهو الأمين العام لـ «جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية»، إن المؤتمر أوصى بتشكيل لجنة وطنية في الإمارات لتوحيد جهود التصدي للأمراض غير السارية ومكافحة مسبباتها. وأوضح أن اللجنة تضم جميع الهيئات الصحية في الدولة والشركاء الاستراتيجيين والهيئات الاجتماعية المعنية بهذه الجهود وغيرها. تشريعات للوقاية ذكر الخاجة أن المؤتمر أوصى بضرورة الالتزام بتطبيق التشريعات الصحية الرامية إلى الحد من عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بالأمراض غير السارية. وأورد في قائمة هذه التشريعات قانون مكافحة التبغ. وحضّ أيضاً على استصدار تشريعات للحد من السمنة عبر مكافحة قلة النشاط البدني، داعياً إلى تعزيز برامج الوقاية والتوعية الصحية، إضافة الى دعم أنماط الحياة الصحية في المجتمع، خـصوصاً في صفوف تلامذة المدارس. وأشاد بنجاح المؤتمر في التواصل مع عدد كبير من الأطباء والمتخصصين في قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأشار إلى تركيز المؤتمر على تعزيز سبل وقاية المصابين بأحد الأمراض غير السارية، من الإصابة بمرض مزمن آخر، خصوصاً أن هذه الأمراض كلها تشترك في عوامل الخطر المتصلة بها. في السياق عينه، شدد الخاجة على ضرورة التدخل الوطني السريع من مؤسسات الدولة، مع الحرص على تضافر جهود تلك المؤسسات في مجال الحد من الإصابة بهذه الأمراض. وذكر أنه من المتوقع أن يرتفع العبء الذي تلقي به على الفرد والأسرة والمجتمع خلال السنوات المقبلة. ففي أحيان كثيرة، تفتك هذه الأمراض بالأفراد في سن مبكرة، فتسلب الأسر أحباءها ومعيليها، وتلتهم جزءاً كبيراً من موارد الرعاية الصحية، ما يشكل عبئاً كبيراً على أنظمة الرعاية الصحية. وأعرب الخاجة عن تفاؤله بتعزيز الاهتمام بنظم الوقاية من الأمراض المزمنة غير السارية. وذكّر باعتماد وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي في مطلع العام الحالي وثيقة الكويت للتصدي للأمراض غير السارية، التي تحمل عنوان «معاً لمكافحة الامراض غير السارية (أولوية تنموية)». ولفت إلى أن اعتماد الوثيقة سيسهل سن تشريعات وقوانين للوقاية من عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بالأمراض غير السارية.